هناك علاقة تربط بين الجلطة الدماغية والغيبوبة؛ فمن الممكن في بعض حالات الجلطة الدماغية الشديد منها بصورة خاصة
أن يدخل المريض في حالة غيبوبة يكون فاقدًا فيها لوعيه بالكامل أو يكون واعيًا بدرجة قليلة للغاية وسوف نتناول هذا الموضوع من خلال موقع دكتور احمد الغيطي.
جدول المحتويات
الجلطة الدماغية والغيبوبة
من الممكن أن يدخلَ المريضُ في حالة غيبوبة نتيجة لتكوُّن جلطة في دماغه، وهناك حالة من الحالات النادرة التي يمكن طرحها للتعبير عن هذا القول؛ ألا وهي «متلازمة المنحبس».
في متلازمة المنحبس قد يكون المريضُ محافِظًا على نسبة بسيطة للغاية من وعيه ولكنه في الوقت ذاته يكون مصابًا بشلل رباعي يجعله غيرَ قادر على تحريك أي جزء من جسمه فيما عدا عينيه.
في هذه الحالةمن الممكن أن يكون المريضُ قادرًا على التواصل البسيط مع مَن حوله من خلال تحريك عينيه فقط
حيث إن الجلطة هنا تكون مستهدِفةً لجزء حساس للغاية؛ ألا وهو جذع الدماغ، ذلك الجزء المهيأ للتحكم بحركات الجسم وأعضائه الحيوية.
جلطة جذع الدماغ والغيبوبة
جذع الدماغ هو جزء من الدماغ ذو حجم صغير يقع عند قاع عظام الجمجمة، وبالتحديد عند منطقة في الجهاز العصبي المركزي يتصل فيها المخ بالحبل الشوكي.
نظرًا لوجود جذع الدماغ في هذه المنطقة الحساسة؛ إذا تكوَّنَت جلطة به، سيكون لذلك تأثير كبير على الإشارات العصبية المنتقلة بين المخ والحبل الشوكي صعودًا أو هبوطًا؛ ما يعني التأثير بالسلب على العديد من وظائف الجسم.
من الطبيعي أن يكون جذع الدماغ متحكمًا في بعض وظائف الجسم الضرورية، والتي من أهمها: النوم، والوعي، وكذلك عملية التنفس، إلى جانب التحكم بضغط الدم، إضافةً إلى ما سبق، هناك جزء من جذع الدماغ يكون مسؤولاً عن التحكم بالحركة.
يعني ما سبق أن جزء جذع الدماغ المسؤول عن التحكم بوعي الشخص، إذا أصابته جلطة لأي سبب، من شأنه أن يُفقِدَه وعيه ليُدخِله في غيبوبة؛ أي أن هناك علاقة واضحة بين الجلطة الدماغية والغيبوبة؛ ولكن ليس شرطًا أن تحدث الجلطة في هذه المنطقة كي تسبب الدخول في غيبوبة.
في حالة إذا تكوَّنَت الجلطة في الجزء المسؤول عن التحكم بالحركة، من الوارد جدًّا أن يكون المريضُ واعيًا؛ ولكنه يكون غيرَ قادر على الحركة على الإطلاق.
أسباب العلاقة بين الجلطة الدماغية والغيبوبة
هناك بالفعل مجموعة من الأسباب والعوامل التي يؤدي توافرها إلى جعل مريض الجلطة الدماغية أكثر عرضة للدخول في حالة غيبوبة. وفيما يأتي نذكر أشهر هذه العوامل
الجلطة النزفية
وَفقًا لما تم إجراؤه من أبحاث في هذا الصدد، أكثر من 15 بالمائة من المرضى الذين عانوا من الجلطة النزفية قد دخلوا بالفعل في حالة غيبوبة، في حين أن نسبة مَنْ دخلوا في الغيبوبة بعد الجلطة الإقفارية لا تتخطى 3 بالمائة من الحالات.
خطورة الجلطة النزفية
كلما كانت شدة الجلطة الدماغية عالية، زادت احتمالية دخول المريض في حالة غيبوبة؛ نظرًا لما قد تُخلِفه الجلطات العنيفة من تأثيرات سلبية بالغة على أنسجة الدماغ.
من الجدير بالذكر كذلك أن الجلطات من هذا النوع لا تتسبب فقط في دخول المريض في حالة غيبوبة؛ بل إنها قد تؤدي كذلك حدوث حالة التهابية شديدة لأنسجة الدماغ.
تلك الحالة التي يتطلب علاجُها تدخلاً جراحيًّا؛ وهو ما قد يساهم هو الآخر في زيادة احتمالية الدخول في الغيبوبة.
جلطة جذع الدماغ
كما ذكرنا بالأعلى، تُعَد جلطات جذع الدماغ واحدةً من أشهر العوامل التي تربط بين الجلطة الدماغية والغيبوبة؛ نظرًا لكون جذع الدماغ مسؤولاً عن لتنظيم العديد من الوظائف الحيوية للجسم، وخصوصًا الوعي، والمشي، والنوم.
الوذمة المخية
تُعرَف الوذمة المخية بأنها حالة التهابية تصيب أنسجة المخ وتؤدي إلى حدوث تراكم لقدر زائد من السوائل، ذلك التراكم الذي من شأنه رفع قيمة الضغط الواقع على المخ؛ ما يساهم بشكل كبير في زيادة احتمالية حدوث العديد من المضاعفات الخطيرة التي من أهمها الغيبوبة.
وهو ما يعزز فكرة العلاقة بين الجلطة الدماغية والغيبوبة.
التدخل الجراحي
في بعض الحالات، يتطلب الأمر تدخلاً جراحيًّا يهدف إلى استعادة الإمداد الدموي لخلايا الدماغ مرة أخرى، وكلما شمل علاجُ المريض تدخلاً جراحيًّا، زادت احتمالية دخوله في حالة غيبوبة خلال فترة ما بعد انتهاء العلاج بشكل كامل.
لا يعني كلما سبق بالضرورة أن مَنْ يتعرض لأيٍّ من تلك العوامل لا بد أن يدخل في حالة غيبوبة؛ بل إن العلاقة بين الجلطة الدماغية والغيبوبة مختلف بين حالة وأخرى؛ ولكن يجب أخذ كل هذه العوامل في الحسبان منعًا للتفاجؤ من دخول المريض في غيبوبة واردة.
اقرأ أيضًأ: اعراض الجلطة الدماغية الصغرى
علاج الغيبوبة بعد الجلطة الدماغية
كان الاعتقاد الغالب هو عدم حاجة الفرد لتنفيذ شيء معين لعلاج الغيبوبة بعد الجلطة الدماغية؛ ولكن هناك العديد من الدراسات التي تم إجراؤها في هذا الصدد وقامت باقتراح أكثر من وسيلة علاجية مختلفة ثبت نجاحها في عدد من الحالات.
الاستماع إلى مألوف
قامت بعض الدراسات بتقديم اقتراح يفيد بأن سماع المريض في غيبوبته لصوت مألوف بالنسبة له من شأنه المساهَمة في إعادة وعيه، على الرغم من الاعتقاد بأن المريض في غيبوبته لا يستطيع الاستماع؛ ولكن ثبت عكس ذلك.
التحفيز متعدد الحواس
هناك كذلك طريقة علاجية أخرى تتمثل في «التحفيز متعدد الحواس وتتمثل هذه الطريقة في إدخال العديد من الإشارات العصبية إلى الدماغ بحواس مختلفة
مثل: اللمس، والشم، وغيرهما من الجدير بالذكر هنا أنه قد ثبتت فعالية هذه الطريقة إذا تم استخدام نوع واحد فقط من الحواس
ولكن دائمًا ما يفضَّل استخدام أكثر من حاسة؛ كون هذه الطريقة هي الأكثر فعالية وَفقًا لما أثبتته العديد من الدراسات، إلى جانب كونها الأقل تكلفة والأكثر بساطة.
من الجدير بالذكر كذلك أن شمول أفراد أسرة المريض في علاجه يكون له تأثير أكثر فعالية في استعادته لوعيه مقارَنةً بتأثير العلاج إذا لم يشارك فيه سوى أفراد الطاقم الطبي.
العلاج بالموجات فوق الصوتية
وسيلة علاجية أخرى للغيبوبة التي تلي الجلطة الدماغية؛ ولكن لم يتم إجراء عدد كاف من الأبحاث عليها، على الرغم من ثبوت فعاليتها في عدد جيد من الحالات.
من مميزات هذه الوسيلة العلاجية أنها بسيطة لا تحتاج لتدخل عميق.
وتقوم فكرتها على استخدام نوع من الموجات فوق الصوتية ذات الشدة المنخفضة لإرسالها إلى خلايا الدماغ وأنسجته بهدف إثارة أجزاء معينة رئيسية به
ما يساهم في استعادة المريض لوعيه خلال وقت قصير.
أثبتت الإحصاءات القليلة التي تم إجراؤها في هذا الصدد أن الشخص الذي كان وعيه قليلاً بعض الشيء خلال الأربعة عشر شهرًا التي تلي الجلطة الدماغية، زادت درجة وعيهم بنسبة كبيرة للغاية بعد الخضوع لجلستين فقط للعلاج بالموجات فوق الصوتية.
إلى هنا نكون قد أوضحنا العديد من التفاصيل التي تدور حول موضوع المقال؛ ألا وهو العلاقة بين الجلطة الدماغية والغيبوبة بعدها.
حيث تحدثنا في البداية عن أهم ما يربط الجلطة والغيبوبة، ثم انتقلنا للحديث بشكل خاص عن العلاقة التي تربط بين جلطة جذع الدماغ (كنوع من أنواع الجلطة الدماغية) والغيبوبة بها.
ثم ذكرنا أشهر العوامل التي تجعل المريض أكثر عرضة للدخول في غيبوبة بعد الجلطة الدماغية.. ثم أنهينا حديثنا بذكر الوسائل المتاحة حاليًا لمساعَدة المريض في استعادة وعيه.
مراجع داخلية:
الأسئلة الشائعة
الجلطة النزفية
جلطة جذع الدماغ
الوذمة المخية
التدخل الجراحي
- استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
- استشاري جراحة المخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
- دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
- زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
- الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
- رئيس قسم القسطرة المخية التداخلية – مستشفى 15 مايو النموذجي
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707