دكتور أحمد الغيطي - دكتور مخ و أعصاب
تصلب العضلات المزمن

تصلب العضلات المزمن

يتساءل بعض الأشخاص عن مرض تصلب العضلات المزمن وما يسببه من الشد العضلي نتيجة انقباض عضلة أو أكثر لاإرادياً بشكل مفاجئ، ويشمل ذلك جميع عضلات الجسم مثل عضلات الفخذين، أو الذراعين، أو الساقين وغيرها من عضلات الجسم ناتجاً عنه تشنجات عضلية مؤلمة.

لذلك من خلال المقال سوف نتعرف على جميع ما يتعلق بتلك الحالة وأسباب حدوثها وكيفية علاجها.. تابعوا معنا من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.

ما هو تصلب العضلات المزمن؟

هو عبارة عن شد أو تيبس في العضلات، ويعرف أيضاً بتوتر العضلات، ويعد أحد أسباب ألم العضلات الأكثر شيوعًا نتيجة عدم استرخاء العضلات بشكل طبيعي وضعف العضلات، والشعور بألم حاد عند محاولة تحريكها، وتظل العضلات متيبسة حتى بدون حركة.

لا يقتصر التصلب على عضلة معينة في الجسم، ولكن قد يحدث في أي عضلة من عضلات الجسم سواء كانت في الذراعين أو الساقين أو عضلات البطن، أو الأرداف، ويستمر ذلك الشد لفترة تتراوح بين عدة ثواني إلى عدة دقائق، وقد يشعر به المريض عدة مرات في اليوم الواحد.

ولكن في بعض الحالات قد يستمر لأيام مسبباً صعوبة في الحركة مع الشعور بالألم في كل لحظة بجانب التشنجات العضلية.

عوامل خطر الإصابة بتصلب العضلات المزمن

تعد حالات تصلب العضلات من المشاكل الشائعة نسبيًا، ولكن هناك بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة به أكثر من غيرها وتشمل:

  • الرياضيون: يعد ممارسي الرياضة من أكثر الفئات التي تصاب بتصلب العضلات المزمن، وخاصة مع دخول فصل الصيف وزيادة الحرارة والإصابة بالجفاف المتسبب في شد العضلات.
  • كبار السن: نتيجة ضعف العضلات، وفقدان الكتلة العضلية مع التقدم في العمر مما يتسبب في كثرة الإصابة بالشد العضلي.
  • الحوامل: عادة ما تعاني المرأة الحامل من الشد العضلي، وتصلب العضلات الناتج عن زيادة الضغط عليها من الحمل.
  • السمنة: تتسبب زيادة الوزن في الضغط على المفاصل، حتى مع ممارسة الأنشطة اليومية العادية مثل المشي أو صعود ونزول السلالم، وتتسبب في تصلب العضلات المزمن وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • وجود أمراض أخرى: تزيد بعض الحالات المرضية الأخرى مثل اعتلال الأعصاب، أو داء السكري، وقصور الغدة الدرقية من احتمالات الإصابة بالتصلب العضلي والشعور المستمر بشد في العضلات.
  • تناول الكحول: يساهم استهلاك كميات كبيرة من الكحول في تصلب وتشنجات العضلات.

اقرأ أيضًا: ألم الفخذ التنملي وألم الفخذ المذلي

أسباب التصلب العضلي المزمن

أسباب التصلب العضلي المزمن

 هناك العديد من أسباب تشنج العضلات المستمر لهذا يحدث التصلب نتيجة إرسال الدماغ إشارة عصبية إلى العضلات المراد تحريكها في جزء معين من الجسم، مسبباً انقباضها لوقت بسيط أو كبير اعتماداً على نوع الإشارة، يليها استرخاء العضلات مرة أخرى.

يحدث تصلب العضلات عندما يستمر ذلك التقلص أو الانقباض كلياً أو جزئيًا لفترة طويلة، حيث يستمر الدماغ في إرسال تلك إشارات عصبية إلى العضلات مسبباً التصلب العضلي لعدة ساعات أو أيام. وكلما طالت مدة تشنج وانقباض العضلات، زاد الشعور بالألم. وتوجد عدة اسباب لتصلب العضلات تؤدي إلى الشعور بتلك الحالة، وتأتي اسباب تصلب العضلات كالتالي:

الإجهاد

يؤثر الإجهاد على الجهاز العصبي، والذي يستجيب عن طريق زيادة الضغط على الأوعية الدموية مسبباً انخفاض التدفق الدموي إلى العضلات، مما يؤدي إلى تصلب العضلات والشعور بالألم. 

المشاكل الصحية

يتسبب وجود بعض الحالات المرضية في معاناة المريض من تصلب العضلات المزمن مثل:

  • التصلب الجانبي الضموري ( amyotrophic lateral sclerosis): وهو عبارة عن مرض تنكسي عصبي يتسبب في معاناة المريض من بعض المشاكل العصبية، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على العضلات الإرادية وتصلب العضلات.
  • متلازمة الحيز الجهدية المزمنة ( chronic exertional compartment syndrome): وهي عبارة إجهاد العضلات نتيجة الإكثار من ممارسة الرياضة وحدوث تمزق بسيط في ألياف العضلات، مسبباً حدوث تيبس في العضلات والشعور بالألم أثناء التمرين أو في الساعات التالية له، قد يكون الألم في أشد حالاته خلال 1-3 أيام بعد التمرين، يُعرف هذا بألم العضلات المتأخر (DOMS).
  • متلازمة التعب المزمن (swelling
  • chronic fatigue syndrome): تتسبب في الشعور بالتعب والإرهاق المستمر، مع الشعور باضطرابات في النوم، وتصلب في العضلات.
  • العرج ( claudication): يتسبب في تشنج العضلات نتيجة نقص تدفق الدم إلى العضلات، وعادة يكون تصلب العضلات المزمن في الساقين.
  • الجفاف ( Dehydration): يتسبب عدم الحصول على كمية كافية من الماء في جفاف وتيبس العضلات.
  • خلل التوتر العضلي ( dystonia): وهي عبارة عن حالة مرضية تصيب العضلات، وتتسبب في الشعور بتقلصات عضلية لا إرادية.
  • الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia): وهو عبارة اضطراب عضلي مزمن يتسبب في ألم وتصلب العضلات.
  • الذئبة ( lupus): وهي مرض التهابي تمثل أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة، والتي تسبب تصلب مزمن في العضلات والمفاصل، والشعور بألم شديد.
  • مرض لايم ( Lyme disease): وهو مرض ينتقل إلى الإنسان من لدغات القراد ويمكن أن تسبب تلف الأعصاب، وتصلب في العضلات، بما في ذلك آلام العضلات وتيبس الرقبة.
  • متلازمة ألم اللفافة العضلية ( myofascial pain syndrome): وهي عبارة عن اضطراب مزمن يتسبب في الضغط على العضلات، ناتجاً عنه تصلب العضلات المزمن والشعور بالألم.
  • مرض باركنسون ( Parkinson’s disease): وهو مرض عصبي تدريجي يؤثر على الحركة، ويتسبب في تشنج وتيبس العضلات.
  • ألم العضلات الروماتيزمي (polymyalgia rheumatica): وهو عبارة عن التهاب مزمن يصيب العضلات، ويتسبب في الشعور بآلام حادة وتيبس في العضلات في جميع أنحاء الجسم، خاصة في الكتفين. وعادة مايصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. قد يزداد التصلب والألم في الصباح.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي ( Rheumatoid arthritis): وهو عبارة عن حالة مزمنة من التهاب المفاصل في اليدين والقدمين، ويتسبب في تصلب العضلات المزمن.
  • الالتهابات البكتيرية والفيروسية: مثل الأنفلونزا، التيتانوس، التهاب السحايا، فيروس نقص المناعة البشرية HIV، وشلل الأطفال.
  • الحالات التي تسبب الضغط على الأعصاب.
  • نقص المعادن، مثل: المغنيسيوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم.
  • زيادة الوزن، وقلة الحركة.
  • اضطرابات النوم.
  • العيش في بيئة باردة.

اقرأ ايضًا: العلاج الطبيعي بعد عملية الغضروف

الإصابات

قد ينتج تصلب العضلات وتقلصها عن إصابات الأنسجة الرخوة في العضلات والأوتار والأربطة، سواء كان ذلك أثناء ممارسة الرياضة، أو الأنشطة الحياتية اليومية. وتنقسم تلك الإصابات إلى:

الإصابات الحادة

تنتج عن السقوط أو ضربات مفاجئة تؤدي إلى حدوث شد عضلي مؤلم. من أمثلة الإصابات الحادة، الالتواء يتسبب في شد الأربطة أو تمزقها وخاصة في الركبتين، والكاحلين، والرسغين. وكذلك الإجهاد، يتسبب في تمدد أو تمزق ألياف العضلات خاصة في الساقين وأسفل الظهر.

الإصابات المزمنة

 تنتج عن الإفراط في التدريب، وتكرار النشاط بشكل منتظم بشكل لا يعطي للعضلات الوقت الكافي للشفاء، ويتسبب في حالات التصلب العضلي المزمن نتيجة الإصابة التهاب الأوتار والتهاب الجراب.

أدوية علاج فرط الحركة ADHD

تتسبب بعض أدوية علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) مثل dexmethylphenidate في تصلب شديد في العضلات والشعور بألم حاد.

كذلك قد تؤدي عقاقير الستاتين أو أدوية خفض الكوليسترول في الدم إلى تصلب العضلات.

مضاعفات التصلب العضلي المزمن

هناك بعض التطورات التي تحدث بجانب التصلب العضلي المزمن، وتنبأ عن وجود حالة أخرى كامنة والتي تتطلب استشارة الطبيب المختص مثل:

  • إذا كان التصلب العضلي مصحوبًا بأعراض، مثل الحمى أو البول الداكن، أو الألم والتورم، الصداع، التهاب الحلق، التعب.
  • إذا كان التصلب ناتجاً عن تناول بعض أنواع الأدوية.
  • في حالة ظهور بعض أعراض الحساسية بجانب التصلب، حيث قد يحدث ذلك نتيجة لدغ الحشرات.
  • استمرار التصلب لفترة طويلة، مع الشعور بعجز في الحركة وألم لا يحتمل يتسبب في صعوبة التنفس، والدوار.
  • بجانب التصلب، يعاني المريض من ألم في المفاصل أو الأوتار أو في العظام.
  • انتفاخ، واحمرار، والتهاب العضلات.

تشخيص التصلب العضلي المزمن

في البداية، يقوم الطبيب بتسجيل التاريخ الطبي للمريض، حول وجود أي إصابات سابقة أو ممارسة التمارين الرياضية التي قد تكون تسبب في تصلب العضلات.

يليها إجراء فحص جسدي للعضلات المتيبسة، وإجراء بعض الاختبارات المعملية لتحديد سبب تلف العضلات واستبعاد أية حالات مرضية أخرى تسبب تصلب العضلات المزمن، وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:

  • اختبارات الدم: تساعد في التحقق من حدوث تلف العضلات، واحتمالات وجود أمراض مناعية تسبب التصلب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية: يستخدم للكشف عن وجود تشوهات في العظام تسبب الضغط على الأعصاب، وبالتالي حدوث تصلب العضلات.
  • مخطط كهربية العضل: يستخدم لتقييم جودة عمل العضلات والأعصاب.
  • الموجات فوق الصوتية: تساعد في تحديد الالتهابات التي قد تحدث في ألياف العضلات.

علاج تصلب العضلات المزمن

علاج تصلب العضلات المزمن

يتم تحديد العلاج المناسب للحالة تبعاً للسبب الفعلي وراء تصلب العضلات، ويهدف جميعاً إلى إرخاء العضلات المتيبسة، وينقسم العلاج إلى:

العلاج المنزلي

تنجح العلاجات المنزلية في تخفيف تصلب العضلات الناتج عن الإصابات الحادة مثل، الإجهاد أو الالتواءات، أو الإفراط في ممارسة الرياضة، وتشمل العلاجات المنزلية ما يلي:

  • وضع كمادة دافئة على العضلات المتصلبة، لمحاولة فك التيبس وارتخاء العضلات.
  • تعمل الكمادات الباردة بشكل أفضل في حالات التورم والالتهابات.
  • تدليك العضلات المصابة.
  • ممارسة اليوجا لمحاولة ارتخاء العضلات.
  • شد العضلات المتقلصة برفق للمساعدة على ارتخائها، التمدد مهم للحفاظ على مرونة العضلات ويمنع تصلبها.
  • تجنب ممارسة الأنشطة الشاقة أو الرياضات التي تتسبب في تصلب العضلات.

العلاج الطبي

يتم تحديد العلاج المناسب للحالة اعتمادًا على السبب المحدد لتصلب العضلات، قد يشمل العلاج الطبي استخدام الأدوية، أو العلاج الطبيعي، وأخيراً اللجوء إلى الجراحة، ولكن يبقى الاختيار تبعاً لرؤية الطبيب المعالج.

الأدوية

تستخدم مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية لتخفيف الألم والتهاب العضلات مثل لورنوكسيكام أمبول وأقراص ايبوبروفين ونابروكسين، ومسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لتقليل الألم مثل اسيتامينوفين. بجانب استخدام الأدوية الباسطة للعضلات مثل دانتريلاكس، و باكلوفين.

الحقن

يعرف هذا النوع من العلاج باسم البرولو ثيرابي، حيث يتم إجراء الحقن في الأربطة الرخوة المصابة الموجودة حول المفصل، بهدف تقوية تلك الأربطة بشكل كافي لضمان تثبيت المفصل، مما يتيح للعضلات فرصة أكبر للاسترخاء، وعلاج التصلب.

العلاج الطبيعي

يساعد العلاج الطبيعي في علاج التصلب العضلي عن طريق زيادة نطاق الحركة، وزيادة طول العضلات، وتقليل الشعور بالألم، ويتم ذلك من خلال بعض التقنيات العلاجية، مثل:

  • تمارين الحركة.
  • تمارين الإطالة، بشكل ثابت ومحدد بعد النشاط لمنع شد العضلات.
  • تمارين التقوية، تعمل على تقوية العضلات وتحقيق التوازن العضلي، وتقليل الشد في العضلات المحددة.
  • العلاج الكهربائي.
  • العلاج بالإبر.
  • التدليك، لتحسين العضلات المشدودة، وتقليل وجع العضلات، وتحسين طول العضلات لفترة قصيرة من الوقت. ويفضل القيام بتدليك كل عضلة لمدة 30-90 ثانية قبل التمارين لتحسين شد العضلات والحركة.

محاولات منع تصلب العضلات المزمن

بالنسبة للرياضيين، يجب القيام بالإحماء قبل التمرين والتعرف على انواع الامتدادات الديناميكية المناسبة وعدم تخطيها.

ولكن في حالة عدم ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، يفضل البدء في التفكير في الأمر في محاولة لفك تيبس العضلات والتخلص من الألم. 

أما في حالة الجلوس، يجب الحفاظ على وضعية صحيحة لتجنب تصلب العضلات وآلام الرقبة والظهر، بجانب الحرص أخذ فترات راحة منتظمة، والتمدد لتقليل التيبس وإبقاء العضلات مرتخية.

وأخيرًا احرص على شرب كمية كافية من الماء، لأن الجفاف قد يكون أيضًا سببًا في تصلب العضلات المزمن. بالإضافة إلى المواظبة على تناول مكملات غذائية تحتوي على عنصري الكالسيوم والمغنيسيوم نظراً لما لهما من أهمية في صحة العضلات والتقليل من حالات التصلب.

الخلاصة

الإصابة بتصلب العضلات المزمن من الحالات الشائعة نتيجة العديد من التصرفات الخاطئة التي يقوم بها المريض، بجانب التقدم في العمر. وعادة يكون التخلص من تلك الحالة بواسطة العلاجات المنزلية ومراعاة الإرشادات الطبية للتخلص من تيبس العضلات.

ولكن مع بعض الحالات التي تعاني من ألم شديد لا يحتمل، وفشل العلاجات المنزلية في فك التيبس يجب اللجوء إلى الطبيب المختص لتشخيص الحالة بدقة للتأكد من عدم وجود حالات كامنة تتسبب في تصلب العضلات.

مراجع داخلية:

دكتور أحمد الغيطي

دكتور أحمد الغيطي

استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
استشاري جراحة ألمخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)

تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا

للاستفسارات والحجز

عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707

Scroll to Top