يتساءل مريض الجلطة دائماً عن مدة الشفاء من الجلطة الدماغية، والتي تختلف من شخص لآخر، تبعاً لدرجة الجلطة التي تصيب المريض ثم تلقي العلاج المناسب والبدء في التعافي، من خلال استجابة الدماغ للعلاج وعودتها إلى وظائفها الطبيعية.
وسوف نعرف ذلك بالتفصيل في هذا المقال من خلال موقع دكتور احمد الغيطي.
جدول المحتويات
ماهي الجلطة الدماغية؟
الجلطة الدماغية هي عبارة عن حالة طبية طارئة تسبب تلف دائم في الدماغ أو إعاقة طويلة الأمد أو حتى موت المريض نتيجة توقف التدفق الدموي إلى الشريان المغذي للدماغ.
وبالتالي عدم وصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى الدماغ وموت الخلايا في غضون دقائق، وتعرف بالسكتة الدماغية الإقفارية.
أما في حالة حدوث نزيف دموي مفاجئ في الدماغ، يتسبب في السكتة الدماغية النزفية، حيث تنفتح الأوعية الدموية ويتسرب الدم إلى الدماغ، والتي تؤدي أيضاً إلى تضرر خلايا الدماغ ولكن بنسبة أقل من السكتة الإقفارية
تتراوح علامات الجلطة الدماغية ما بين الآتي:
- حدوث ضعف وتنميل أو خدر في جانب واحد من الوجه أو الجسم.
- صداع.
- صعوبة في الرؤية.
- صعوبة في التحدث أو فهم الكلام.
- ضعف العضلات.
تصيب الجلطة الدماغية كلاً من الأطفال والبالغين، ولكن النسبة الأكبر من الإصابة للكبار فوق 65 عاماً، بجانب بعض الحالات المرضية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وداء السكري النوع 2، والأشخاص الذين يملكون تاريخ من السكتة الدماغية أو النوبات القلبية أو عدم انتظام ضربات القلب.
مدة الشفاء من الجلطة الدماغية
تختلف مدة الشفاء والتعافي من الجلطة الدماغية من شخص لآخر. قد يستغرق الشفاء عدة أسابيع أو شهور، أو حتى سنوات.
وفي حين تعافى بعض المرضى تمامًا، يعاني البعض الآخر من إعاقات طويلة الأمد ناتجة عن السكتة الدماغية وتصل أحياًنا إلى إعاقة مدى الحياة.
يكمن الاختلاف في مدى استجابة الدماغ للعلاج بعد الجلطة وعودتها إلى العمل بشكل طبيعي مع تقليل خطورة الإصابة بالجلطة مرة أخرى.
وتتوقف مدة الشفاء من الجلطة الدماغية على فترات ما بعد العلاج. يعد الشفاء من الجلطة عملية بطيئة وغير مؤكدة، وتختلف طرق التعافي بين مريضٍ وآخر.
لذلك من المفيد التعرف على الجدول الزمني للتعافي من الجلطة الدماغية، وتنقسم إلى:
الساعات الاولى بعد الجلطة الدماغية
يجب التدخل العلاجي العاجل في أول ساعات حدوث الجلطة الدماغية، جيث أن الساعات الاولى للجلطة هي ساعات ذهبية، والتدخل الطبي الصائب فيها قد يقي المريض حدوث مضاعفات كبرى للجلطة المخية.
اليوم الأول
وفيه يتلقى المريض العلاج الأولي في قسم الطوارئ بالمستشفى، ولكن أولاً يقوم الطبيب المختص بتحديد نوع الجلطة الدماغية ما إذا كانت إقفارية أو نزفية، ودرجة الإصابة.
وخاصة إذا كانت شديدة وبالتالي تتطلب مكوث المريض في العناية المركزة لبعض الوقت. قد يتناول المريض في البداية بعض الأدوية الخاصة بإذابة وتكسير الجلطة، مما يساعد في تقليل آثار الجلطة على المدى الطويل.
تساهم السرعة في إعادة التأهيل بعد العلاج في خلال 24 ساعة من الإصابة على الشفاء والتعافي سريعاً من السكتة الدماغية.
تتم إعادة التأهيل من خلال فريق متكامل من أطباء المخ والأعصاب، معالجون فيزيائيون، وأخصائيون في مشاكل النطق والكلام التي تحدث مع الإصابة بالجلطة الدماغية، يراقبون الحالة وطرق العلاج المتاحة خلال اليوم الأول أو الثاني، ويتخذون الإجراءات اللازمة لمنع حدوث مضاعفات.
اقرأ أيضًا: تمدد شريان المخ
بعد أسابيع من الجلطة الدماغية
عادة ما يقوم المريض لمدة 5-7 أيام في المستشفى بعد تعرضه للسكتة الدماغية، يقوم خلالها الفريق الطبي بتقييم حالة المريض، ووضع خطة إعادة التأهيل مع تحديد أولويات المريض في أنشطة الحياة اليومية وتحقيق الهدف من التعافي.
يساعد العلاج الطبيعي والمهني في تحديد المناطق المصابة من الدماغ، والتي تؤثر على قيام المريض بعدة مهام مثل الحركة والمشي، وارتداء الملابس، أو تمشيط الشعر.
بينما يساعد أخصائيون اللغة على علاج مشاكل النطق والكلام وما تسببه من مشاكل في البلع.
بينما يساعد الأخصائيين النفسيين في علاج الآثار المعرفية والإدراكية والعاطفية للإصابة على المريض، وخاصة مساعدة المريض على مواجهة ما تسببه السكتة الدماغية من تغييرات دائمة في نمط الحياة.
يتم العلاج في شكل جلسات تقام أثناء تواجد المريض في المستشفى حتى 6 مرات يومياً، مما يساهم في بدء التعافي وتقليل مدة الشفاء من الجلطة الدماغية.
ما بعد مغادرة المستشفى
لا يحتاج المريض إلى وصول تمام التعافي من الجلطة الدماغية حتى يخرج من المستشفى، ولكن يكفيه أن يستعيد قدرته على أداء معظم النشاطات الحياتية بمفرده أو بمساعدة الأهل.
ولكن تعتمد خطة الخروج التي يضعها الفريق العلاجي للمريض على مدى الضعف الوظيفي الذي يعاني منه، ومتابعة العلاج وخطة التأهيل حتى بعد الخروج من المستشفى واستكمال العلاج في المنزل مع استمرار زيارة الطبيب المعالج.
أو اللجوء إلى وحدة إعادة التأهيل للمرضى الداخليين أو مرفق إعادة التأهيل المستقل مع استمرار جلسات العلاج لمدة ثلاث ساعات يوميًا.
أو الذهاب إلى مراكز إعادة التأهيل تحت الحاد حيث تستمر الجلسة العلاجية من ساعة إلى ساعتين فقط.
اقرأ أيضًا: علاج تلف الاعصاب
من 1-3 أشهر بعد الجلطة الدماغية
تعد الأشهر الثلاثة الأولى بعد الإصابة هي الأكثر أهمية في تحديد مدة الشفاء من الجلطة الدماغية، وخاصة مع تحسن المريض واستكمال برنامج إعادة تأهيل للمرضى الداخليين، أو جلسات العلاج للمرضى الخارجيين بهدف استعادة الوظائف الحيوية للجسم والتغلب على الضعف الوظيفي في أقرب وقت ومحاولة العودة كما قبل.
وهناك عدة احتمالات للتعافي خلال تلك الفترة، وتشمل:
التعافي التلقائي
قد يستعيد المريض بعض المهارات التي فقدها بسبب الإصابة بالجلطة الدماغية بشكل مفاجئ وتلقائي.
حيث يجد الدماغ طرقًا جديدة لأداء تلك المهام وتعرف تلك الحالة بالتعافي التلقائي.
الانتكاسات
قد يتعرض المريض لبعض الانتكاسات خلال الشهور الأولى بعد الإصابة، مثل الالتهاب الرئوي أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية الثانية.
مما يؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية والنفسية للمريض ويتسبب في تأجيل إعادة التأهيل وتعديل أهدافه.
تجربة علاجات جديدة
بالإضافة إلى الطرق العلاجية الأساسية من العلاجات الفيزيائية والمهنية والكلامية في إعادة التأهيل.
هناك عدة طرق علاجية مبتكرة حديثاً تساعد على تقليل مدة الشفاء من الجلطة الدماغية لتعزيز العلاجات الأساسية أو استكمالها.
مثل تحفيز الدماغ غير الباضع (NIBS) باستخدام تيارات كهربائية ضعيفة لتحفيز مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة أو الكلام.
وبالتالي تعزيز آثار العلاج. بالإضافة إلى علاج آخر جديد لعلاج التشنجات وتيبس العضلات باستخدام إنزيم قابل للحقن، ولكن يتميز بأنه لا يؤدي إلى ضعف العضلات.
بعد مرور 6 أشهر
بعد مرور ستة أشهر من العلاج، يصل المريض إلى حالة مستقرة نسبياً وقد تكون تلك المدة هي مدة الشفاء من الجلطة الدماغية بشكل تام.
ولكن قد يعاني بعض المرضى من إعاقات مستمرة وتعرف بالسكتة الدماغية المزمنة.
لذلك يعتمد التعافي الكامل على مجموعة من العوامل، وتشمل شدة السكتة الدماغية، والسرعة في تقديم العلاج الأولي، ونوع وقوة برامج إعادة التأهيل.
ولكن حتى مع تباطؤ التعافي، لابد من الاستمرار في متابعة إعادة التأهيل ومتابعة الجلسات العلاجية.
الخلاصة
يساعد التنسيق بين المتخصصين في تقليص مدة الشفاء من الجلطة الدماغية، وإحراز المزيد من التقدم في حالة المريض خلال الأشهر والسنوات التالية للإصابة.
حتى وإن كان تقدماً ضئيلاً إلا أن الأمل في الشفاء موجود دائماً وأي تحسن في الوظائف الحيوية للمريض تمثل علامة فارقة في حالته النفسية والجسدية وتتقدم به خطوة إلى الشفاء.
مدة علاج الجلطة الدماغية الخفيفة
مدة علاج الجلطة الدماغية الخفيفة تختلف باختلاف حالة المريض وخصائص الجلطة واستجابته للعلاج.
الجلطات الدماغية الخفيفة هي تلك التي لا تسبب أعراض شديدة وعادة ما تنحسر بسرعة دون أن تتسبب في أضرار دائمة.
تعتمد مدة العلاج على النوعية والخطة العلاجية المتبعة من قبل الأطباء، وهذا يشمل:
- العلاج الدوائي: يتم استخدام مضادات تجلط الدم (الأسبرين والهيبارين) للوقاية من تكوُّن جلطات إضافية وللمساعدة في ذوبان الجلطة الحالية.
- التأهيل والعلاج الطبيعي: يمكن أن يكون هذا جزءًا مهمًا من العلاج، حيث يساعد في تحسين الحركة والتوازن والنطق والقدرات الحياتية اليومية.
- المتابعة الطبية: يحتاج المريض إلى زيارات متكررة للأطباء لمتابعة تقدم التحسن ولتعديل العلاج إذا لزم الأمر.
هل يشفى مريض جلطة الدماغ؟
إمكانية الشفاء من جلطة الدماغ تعتمد على عدة عوامل، منها حجم ومكان الجلطة ومدى تأثيرها على الدماغ، وكذلك سرعة التدخل الطبي وجودة العلاج المقدم.
في بعض الحالات، قد يكون هناك تحسن واضح وشفاء كامل بعد العلاج الناجح لجلطة الدماغ.
في حين أن بعض الأشخاص قد يعانون من آثار مستمرة بعد الجلطة، مثل ضعف في بعض الأعضاء أو صعوبات في النطق أو الحركة.
العلاج الذي يتم تقديمه لجلطة الدماغ يهدف إلى فتح الأوعية الدموية المسدودة لاستعادة تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل الضرر الناجم عن الجلطة. قد يتضمن العلاج استخدام أدوية خاصة مثل المُمَيِّعات للدم (الأسبرين والهيبارين) وأدوية لتخفيض ضغط الدم وللوقاية من تكرار الجلطات في المستقبل.
إضافةً إلى العلاج الدوائي، يمكن أن يتضمن العلاج التأهيلي والعلاج الطبيعي للمساعدة في تحسين وظائف الجسم المتأثرة وتسهيل التعافي.
من المهم أن يتم تقديم الرعاية الطبية الفورية لأي شخص يشتبه بإصابته بجلطة دماغية.
وبمجرد توفير الرعاية الطبية والعلاج المناسب، يمكن لبعض المرضى أن يحققوا تحسناً وشفاء جزئي أو كامل، بينما قد تظل حالة البعض الآخر مستمرة لفترة طويلة أو حتى بشكل دائم.
لذلك فإن الاجابة الأقرب لسؤال هل يشفى مريض جلطة الدماغ؟ هي نعم
بعض علامات الشفاء من الجلطة الدماغية
علامات الشفاء من جلطة الدماغية تختلف من شخص لآخر بناءً على حجم الجلطة ومكانها ودرجة تأثيرها على الدماغ والعلاج المتلقي.
إن الشفاء غالبًا ما يكون عملية تستغرق وقتًا طويلاً وتتطلب الكثير من العمل والصبر. قد تظهر بعض العلامات التالية للشفاء من جلطة الدماغية:
- تحسن الحالة العامة: قد يصبح المريض أكثر نشاطًا وحيوية وقوة مع مرور الوقت والعلاج المناسب.
- التحسن في الحركة: قد يعود المريض للسير أو استخدام أطرافه المتأثرة بالجلطة بشكل أفضل بعد جلسات العلاج الطبيعي والتأهيل.
- تحسين النطق والتواصل: قد يتحسن التحكم في النطق والتواصل لدى المرضى الذين تضرروا في مراكز الدماغ المسؤولة عن اللغة.
- القدرة على القيام بالأنشطة اليومية: قد يتمكن المريض من استئناف القيام بالأنشطة اليومية المعتادة مثل الاستحمام وتناول الطعام وارتداء الملابس بمساعدة أو بدونها.
- التحسن العاطفي: قد يشهد المريض تحسنًا في المزاج والعواطف ويتغلب على الصدمة النفسية التي قد تنتج عن تجربة الجلطة.
- قدرات التفكير والتذكر: قد يشهد المريض تحسنًا في قدرته على التفكير وتذكر المعلومات بعد فترة من العلاج والتي تعتبر من علامات الشفاء من جلطة الدماغ.
قصص الشفاء من الجلطة الدماغية
- قصة جوناثان ستروبل: كان جوناثان في سن 21 عامًا عندما تعرض لجلطة دماغية حادة. كانت الجلطة تؤثر على جزء من دماغه المسؤول عن النطق والحركة. على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهها، عمل بجد مع فريق التأهيل وأجرى العلاج الطبيعي بشكل دوري. تحسنت حالته تدريجياً وتعلم التعامل مع الصعوبات المتبقية. اليوم، يساعد جوناثان الآخرين الذين يعانون من نفس التحديات.
- قصة ليزل بوس: تعرضت ليزل لجلطة دماغية في سن العشرين بسبب تشوه في وعائها الدموي. بعد خضوعها للعلاج والتأهيل، عادت ليزل للكتابة والعمل والمشاركة في الندوات والفعاليات للوعي بأمراض الأوعية الدموية.
- قصة كريس هاينيكن: كان كريس في سن 40 عامًا عندما أصيب بجلطة دماغية حادة تسببت في فقدان الوعي وصعوبات في الحركة والنطق. بالرغم من صعوبات التعافي، استعاد كريس الكثير من وظائفه وعاد للعمل والاستمتاع بحياته.
قصص الشفاء من الجلطة الدماغية هذه تذكرنا بقوة الإصرار والإرادة في مواجهة التحديات الصحية الصعبة، وكيف يمكن للتأهيل والعلاج الطبي أن يساعد في تحسين الحياة بعد جلطة دماغية. إنها تذكير بأنه على الرغم من التحديات، فإن الأمل والعلاج الجيد يمكن أن يفتحان الطريق نحو الشفاء والتعافي.
يرى دكتور أحمد الغيطي استشاري علاج جلطات المخ أن أفضل طريقة لتقليص مدة الشفاء والتعافي من الجلطة الدماغية هو عن طريق التشخيص الصائب لأسباب الجلطة المخية. وعلاج تلك الأسباب بشكل سريع وفعال. كما ان تشخيص الاعراض المترتبة على جلطة المخ مثل الشلل التيبسي تساهم للغاية في إسراع عملية علاج مريض الجطلة الدماغية وتقصير مدة معاناته.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
نعم، وخصوصا إذا تم اكتشاف حدوث جلطة المخ في السعات الاولى للجلطة.
نعم يمكن الشفاء من جلطة المخ إذا تم اذابتها او سحبها عن طريق القسطرة المخية.
نعم، يقوم دكتور احمد الغيطي بعلاج جلطة المخ في كافة اطوارها الزمنية. سواء علاجها في مرحلتها الاولى في الساعات الاولى بالقسطرة المخية واذابتها او سحبها. أو علاج الآثار المترتبة عليها مثل التيبس العضلي في الاطراف.
مراجع داخلية:
مراجع علمية خارجية
دكتور أحمد الغيطي
استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
استشاري جراحة المخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707