spinal arteriovenous malformation
تعد التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
spinal arteriovenous malformation أحد الحالات النادرة الناتجة عن حدوث تشابكات بين الأوعية الدموية الموجودة حول النخاع الشوكي بشكل غير طبيعي مسبباً تلف النخاع الشوكي نتيجة حدوث اضطراب في التدفق الدموي و تدهور خلايا العمود الفقري لذلك سوف نقدم شرحاً تفصيلياً عن هذه الحالة وأسبابها والأعراض والمضاعفات الناتجة عنها.
التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
spinal arteriovenous malformation
تكمن خطورة التشوهات الشريانية في مرور الدم مباشرة من الشرايين إلى الأوردة بدون المرور على الشعيرات الدموية المتفرعة من الشرايين والتي تقوم باستخلاص الأكسجين من الدم، وبالتالي عدم حصول الخلايا المحيطة بالنخاع الشوكي والموجودة في العمود الفقري على كفايتها من الأكسجين الأمر الذي ينتج عنه تلف وتدمير هذه الخلايا. بالإضافة إلى عدم حدوث الدورة الطبيعية لمرور الدم إلى القلب والرئتين بسبب تلف الشعيرات الدموية.
وقد ينتج عن ذلك التشوه انفجار في تلك الأوردة والشرايين التي تحمل الدم، وقد يؤدي إلى حدوث نزيف في الحبل النخاعي ومع حدوث زيادة في التدفق الدموي بجانب هذا التشوه ، قد ينتج عنه حدوث إعاقة جسدية للمريض.
أسباب التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
لا يوجد سبب طبي دقيق وراء حدوث التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
spinal arteriovenous malformation ولكن أثبتت الدراسات أن معظم الحالات المصابة تكون منذ الولادة أي أنه عيب خلقي في الجنين نتيجة الترابط بين الأوردة والشرايين بطريقة غير صحيحة ويحدث تشابك في الأوعية، ولكن توجد حالات أخرى تصاب بهذه التشوهات فيما بعد حيث يتطور لاحقًا في مرحلة الطفولة، لا توجد عوامل خطر معروفة للإصابة بالتشوه الشرياني .
وقد تحدث هذه الحالة لأي مكان بالجسم ولكن حين تصيب النخاع الشوكي تسمى التشوه الشرياني الوريدي العصبي (AVMs).
أعراض التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
تختلف الأعراض باختلاف شدة الحالة من مريض لآخر فأحياناً نرى مريض لا تظهر عليه أية أعراض لعدة سنوات، ومريض آخر يعاني بشدة من بعض الأعراض التي قد تهدد حياته. وقد تظهر تلك الأعراض بشكل مفاجيء أو تدريجياً بالشكل الآتى :
•الشعور بمشاكل في المشي أو الصعود.
•الشعور بخدر او تنميل مع وخز في الساقين.
•المعاناة من ضعف أحد جانبي الجسم أو كليهما.
•الترنح وعدم القدرة على التوازن.
وعند زيادة حدة الأعراض نتيجة تطور الحالة في نسبة 10-20 % من المرضى مما يؤدي إلى حدوث:
•ألم شديد في الظهر.
•تنميل في الساقين.
•احتباس البول والإمساك.
•فقدان السيطرة على الأمعاء، والمثانة الشلل بسبب النزيف الحاد.
•الصداع وتيبس الرقبة.
•ظهور حساسية من الضوء.
•فقدان الحواس التدريجي.
مضاعفات التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
تظهر تلك المضاعفات بسبب عدم علاج التشوهات بشكل صحيح وتشمل:
•حدوث عجز حركي وحسي.
•تشوهات العمود الفقري.
•تمدد الأوعية الدموية.
•ارتفاع ضغط الدم الوريدي.، والذي ينتج عنه تراكم السوائل (الوذمة) وموت الأنسجة نتيجة حدوث نقص في الأكسجين فيما يعرف باحتشاء النخاع الشوكي.
•حدوث النزيف ، مسبباً تلف في الحبل الشوكي.
تشخيص التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
تكمن صعوبة التشخيص في تشابه أعراض التشوهات الشريانية الوريدية مع حالات العمود الفقري الأخرى ، مثل حالة الناسور الشرياني الوريدي الجافوي، أو حالات التصلب المتعدد، أو وجود ورم في الحبل الشوكي. في حالة ظهور أحد هذه الأعراض يتم عمل بعض الاختبارات التشخيصية مثل:
•تصوير الأوعية بالصبغة Angiography، عن طريق حقن الصبغة في الشريان عن طريق إدخال قسطرة رفيعة في أحد شرايين الفخذ وتوجيها إلى الحبل الشوكي ثم تصويره بواسطة الأشعة السينية.
•عمل الرنين المغناطيسي MRI scan لتحديد التشوه الشرياني عن طريق إنتاج صور دقيقة للحبل الشوكي باستخدام مجال مغناطيسي قوي وموجات الراديو، وتحدد هذه الصور الكتلة الناتجة عن الأوعية الدموية المتصلة بشكل غير طبيعي والمرتبطة بذلك التشوه.
•بواسطة الأشعة المقطعية CT scan.
•تصوير الأوعية بواسطة تقنية الرنين المغناطيسي لفحص بنية التشوه Magnetic resonance angiography.
علاج التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
تعتمد الوسيلة المتبعة في العلاج على:
• حجم وموقع والتدفق الدموي الموجود في التشوه الشرياني الوريدي الشوكي.
•الفحص العصبي الذي يجريه الطبيب للمريض.
•الحالة الصحية العامة للمريض.
وتتضمن خطة العلاج الموضوعة تقليل الأعراض التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالمضاعفات محتملة الحدوث مثل خطر حدوث النزيف، أو حدوث إعاقة جسدية.
وتنقسم طرق العلاج إلى:
استخدام الأدوية Medication
وتعتمد على استخدام مسكنات الألم لتخفيف آلام الظهر والرقبة والتيبس، ولكنها تظل في النهاية مجرد أدوية مسكنة لحين علاج الحالة جراحياً.
الجراحة
تجرى هذه الجراحة لإزالة التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي spinal arteriovenous malformation من الأنسجة المحيطة به، وتوجد عدة طرق لإجراء تلك الجراحة وهي:
الجراحة التقليدية Conventional surgery
عن طريق عمل شق صغير وإزالة الجزء المشوه مع تجنب التعامل مع الأنسجة المحيطة أو التسبب في تلف الحبل الشوكي. ويلجأ الطبيب لهذا النوع من الجراحات عندما تكون نسبة التشوه صغيرة وفي منطقة يسهل التعامل معها.
إصمام الأوعية الدموية Endovascular embolization
وهو عبارة عن تدخل إشعاعي طفيف لتجنب حدوث مضاعفات التشوه مثل النزيف أو مشاكل العمود الفقري.
ويتم ذلك التدخل عن طريق استخدام قسطرة داخل شريان في الساق (الشريان الفخذي)، ثم توصيلها بشريان في الحبل الشوكي والذي يغذي منطقة التشوه الشرياني الوريدي. ومن خلال هذه القسطرة يتم حقن جزيئات صغيرة من مادة معينة ثقيلة مثل الغراء تستخدم لسد الشريان وتقليل التدفق الدموي إلى التشوه الشرياني، ولكن لا تعمل على تدمير هذا التشوه بشكل كامل.
وعادة يقوم الطبيب بهذا الإجراء قبل قيامه بعمل الجراحة التقليدية لتفادي خطر النزيف، وتقليل حجم التشوه.
الجراحة الإشعاعية Radiosurgery
يتم تركيز الإشعاع بشكل مباشر على منطقة التشوه وتدمير الأوعية الدموية المصابة، حيث يتم تفكيك تلك الأوعية تدريجياً وإغلاقها. وتستخدم هذه الطريقة في حالات التشوه البسيطة الغير متقطعة.
والجدير بالذكر أن هذه الجراحات من الجراحات الصعبة التي تلزم اختيار جراح أعصاب متمرس في ممارسة مثل هذه العمليات الجراحية وعلى قدر عالى من الدقة والكفاءة.
التعافي من الجراحة
تختلف نسبة وتوقيت التعافي من الجراحة من مريض لآخر والتي تتطلب البقاء من 5-7 أيام في المستشفى بعد إجراء الجراحة مع ملاحظة استمرار الشعور ببعض التيبس وآلام الظهر لفترة، مع الشعور بصعوبة في الجلوس لفترات طويلة، وأيضاً صعوبة في الرفع والانحناء. لذلك يوصي الطبيب بتناول المسكنات لفترة بعد إجراء الجراحة.
إرشادات ما بعد الجراحة
•تجنب الأحمال الثقيلة.
•عدم القيادة حتى مرور 6 أسابيع من الجراحة.
•الاتجاه إلى واجبات العمل الخفيفة لفترة من الوقت.
•الامتناع عن ممارسة السباحة حتى مرور 4-6 أسابيع من الجراحة.
•إعادة التأهيل وممارسة العلاج الطبيعي.
•استخدام دعامة للظهر في بعض الحالات.
تعد التشوهات الشريانية الوريدية للنخاع الشوكي
spinal arteriovenous malformation من الحالات قليلة الأعراض في البداية ولكن يجب التشخيص الصحيح للحالة والتعامل معها بدقة شديدة لتجنب حدوث تلف الحبل الشوكي أو حدوث إعاقة المريض واتباع الإرشادات الصحيحة لاكتمال التعافي وتحسن الحالة.