دكتور أحمد الغيطي - دكتور مخ و أعصاب
إلتهاب النخاع الشوكي

إلتهاب النخاع الشوكي

يتسبب إلتهاب النخاع الشوكي في تعطيل الاستجابات الطبيعية بين الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة. كما يؤدي الالتهاب في بعض الحالات في تلف طبقة المايلين والأعصاب مسبباً مضاعفات صحية خطيرة مثل فقدان الإحساس و الشلل. تتعدد أنواع الالتهاب تبعاً للمنطقة المصابة والسبب في الالتهاب.

تابعوا معنا في هذا المقال من خلال موقع دكتور احمد الغيطي.

إلتهاب النخاع الشوكي myelitis

يطلق على جميع حالات التهابات الحبل الشوكي التهاب النخاع المستعرض.

يعد ذلك الالتهاب حالة عصبية نادرة نسبياً غالباً ما يصيب الأطفال في العمر ما بين 10-19 عام، والبالغين من 30-39 عاما، ولكن قد يصيب الأشخاص في أي عمر.

يؤدي التهاب النخاع إلى إتلاف مادة المايلين العازلة للأعصاب، مما يؤدي إلى تندب الحبل الشوكي ومنع النبضات العصبية وحدوث العديد من المشاكل الصحية.

يعتمد الجزء المصاب في الجسم على الجزء المتضرر في الحبل الشوكي.

غالباً ما يتسبب التهاب النخاع المستعرض في تلف المايلين للأعصاب الموجودة في أعلى الظهر، وظهور أعراض حسية وضعف أسفل المنطقة.

يتسبب التهاب النخاع الشوكي في منع الرسائل والإشارات العصبية من أعصاب النخاع الشوكي إلى جميع أجزاء الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بالألم وضعف العضلات، وفقدان السيطرة على المثانة والأمعاء، والمشاكل الحسية.

أعراض إلتهاب النخاع الشوكي

قد يكون الالتهاب في النخاع الشوكي حاداً يتطور خلال أيام، أو تحت الحاد يتطور تدريجياً خلال أسبوع إلى عدة أسابيع.

غالباً ما يؤثر التهاب النخاع المستعرض على كلا جانبي الجسم، ولكن قد تظهر الأعراض على جانب واحد من الجسم وأبرزها:

  • الشعور بالألم: يبدأ الألم فجأة في أسفل الظهر، ثم ينتشر إلى الساقين والذراعين، والرقبة، وحول الجذع.
  • تشوش الحس: قد يشعر المريض ببعض التغيرات الحسية مثل الخدر والتنميل، والبرودة، أو الوخز، أو الحرقة. تختلط العديد من الأحاسيس على ما بين الحرارة أو البرودة الشديدة، أو التحسس من الملابس، وزيادة الحساسية للمس. إلى جانب بعض الأحاسيس غير الطبيعية في الجذع والمنطقة التناسلية.
  • ضعف الذراعين والساقين: يتسبب الالتهاب في ضعف في الساقين يتفاقم سريعاً ويؤدي إلى  الشعور بثقل وجر الساق، ويرير على الذراعين أيضاً عندما يكون الالتهاب في الحبل الشوكي العلوي. قد يصل الأمر إلى الإصابة بالشلل الجزئي (الخزل السفلي)، وقد يتطور إلى الشلل الكلي.
  • فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء: قد يصاب المريض بسلس أو احتباس البول، أو الإمساك.  

تختلف أعراض الألم تبعاً للجزء الملتهب من النخاع الشوكي.

تظهر الأعراض في الرقبة وتمتد إلى الأسفل عندما يحدث الالتهاب في منطقة الرقبة، بينما تظهر من الخصر إلى الأسفل عندما يكون الالتهاب في منتصف العمود الفقري. 

تتمثل الأعراض الأخرى التي قد يعاني منها المريض في، تشنج العضلات، وفقدان الشهية، وخلل الجهاز التنفسي، والألم المزمن، والخلل الجنسي.

اقرأ أيضًا: الدماغ والنخاع الشوكي

أسباب إلتهاب النخاع الشوكي

أسباب إلتهاب النخاع الشوكي

لا يوجد سبب محدد ومعلوم للإصابة بـ إلتهاب النخاع الشوكي.

ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة أبرزها العدوى بمختلف أنواعها (فيروسية، بكتيرية، فطرية)، ويظهر الالتهاب بعد الشفاء من العدوى. وتتمثل الأمراض المحتملة في:

التهابات فيروسية

  • الهربس النطاقي.
  • الفيروس المضخم للخلايا.
  • الالتهاب الكبدي B.
  • الأنفلونزا.
  • فيروس نقص المناعة البشرية HIV.
  •  الفيروسات المعوية، مثل فيروس شلل الأطفال وفيروس الكوكساكي.
  • الفيروسات المصفرة، مثل غرب النيل وزيكا.
  • الحصبة والحصبة الألمانية، والنكاف.
  • إبشتاين بار.
  • فيروس الصدى.

العدوى البكتيرية

  • داء لايم.
  • الزهري.
  • السل.
  • السعال الديكي.
  • الكزاز.
  • التهاب الجلد البكتيرية.
  • التهاب المعدة والأمعاء.
  • الشعيات.
  • التهاب الرئة البكتيري بالميكوبلازما.
  • التهاب الأذن الوسطى.

اقرأ أيضًا: العمود الفقري والحبل الشوكي

التهابات فطرية

نادراً ما تتسبب الفطريات والطفيليات في الإصابة بـ إلتهاب النخاع الشوكي، بما في ذلك:

  • الرشاشيات، الفطريات البرعمية، الكوكسيديا، والمكورات المستخفية.
  • داء المقوسات، داء الكيسات المذنبة، البلهارسيا.

اضطراب الجهاز المناعي

قد يتسبب هذا الاضطراب في تلف الحبل الشوكي، ويمثل التهاب النخاع الشوكي العرض الأساسي للاضطرابات المناعية، مثل:

  • التصلب المتعدد (MS): حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم طبقة المايلين في الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب البصرية. يظهر التهاب النخاع المستعرض كعرض أولي أو عند حدوث انتكاسة، وعادة ما يكون في جانب واحد من الجسم.
  • التهاب النخاع والعصب البصري (داء ديفيك): يتسبب الاضطراب في فقدان المايلين حول العصب البصري والنخاع الشوكي، وعادة ما يحدث التهاب الحبل الشوكي على جانبي الجسم. يتسبب الالتهاب في ألم شديد بالعين، وفقدان البصر المؤقت.
  • اضطراب المناعة الذاتية بعد العدوى او ما بعد اللقاح، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الأنسجة الطبيعية للجسم عن طريق الخطأ استجابةً للعدوى، أو في بعض حالات لقاحات الأمراض المُعدية.
  • استجابة المناعة الغير طبيعية للسرطان الكامن، مما قد يؤدي إلى تلف الجهاز العصبي.

التهابات أخرى

والتي قد تؤثر على النخاع الشوكي، مثل الساركويد، والذئبة الحمامية، و متلازمة سجوجرن، ومتلازمة بيشيت، وتصلب الجلد.

اضطرابات الأوعية الدموية

 مثل التشوه الشرياني الوريدي ، أو الناسور الشرياني الوريدي الجافوي، أو التشوهات الكهفية داخل العمود الفقري، أو احتشاء الحبل الشوكي، أو انسداد القرص.

المضاعفات

إلى جانب أعراض الالتهاب، قد تظهر بعض المضاعفات على المريض، وتشمل:

  • الألم طويل الأمد.
  • التشنجات العضلية والتيبس.
  • شلل جزئي أو كلي في الساقين أو الذراعين
  • اختلال الوظائف الجنسية للنساء والرجال.
  • الاكتئاب والقلق الناتج عن تغير حياة المريض، و الألم والإجهاد والاختلال الجنسي.

اقرأ أيضًا: وظائف النخاع الشوكي

تشخيص التهاب النخاع المستعرض

يعتمد التشخيص مبدئياً على إجراء فحص بدني شامل على المريض، ومعرفة التاريخ المرضي، يليها إجراء بعض الاختبارات التصويرية للتأكد من التشخيص واستبعاد الأسباب الكامنة الأخرى. تتمثل الاختبارات التشخيصية في:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي؛ يعطي صور ثلاثية الأبعاد للأنسجة الرخوة، ويؤكد وجود التهاب النخاع الشوكي ويوضح الأسباب الكامنة للالتهاب مثل التصلب المتعدد.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، يستخدم في بعض الحالات لتحديد الخلايا المريضة وبعض والأسباب الكامنة، مثل الساركويد والسرطان.
  • البزل القطني وتحديد السائل الشوكي، يتم باستخدام إبرة لسحب القليل من السائل النخاعي لتحديد حالات العدوى، وزيادة البروتين المناعي لدى بعض المصابين بالتهاب النخاع المستعرض، وزيادة عدد خلايا الدم البيضاء لمكافحة العدوى.
  • إختبارات الدم، تستخدم لتحديد الأسباب الكامنة للإصابة، وأنواع العدوى المختلفة مثل فيروس نقص البشرية.

علاج إلتهاب النخاع الشوكي

علاج إلتهاب النخاع الشوكي

لا يوجد علاج نهائي وفعال لحالات التهاب النخاع المستعرض، ولكن تتوفر عدة أنواع من العلاجات لإدارة الأعراض وتخفيفها، وعلاج حالات العدوى المسببة للالتهاب، وبالتالي يقل الالتهاب وتتحسن حالة المريض. وتتمثل العلاجات الأولية الأكثر شيوعاً في:

الأدوية

  • الكورتيكوستيرويدات عن طريق الوريد: تستخدم  لعدة أيام لعلاج إلتهاب النخاع الشوكي، مثل (بريدنيزولون، و ديكساميتازون) في تقليل التورم و التهابات النخاع الشوكي، عن طريق تقليل فرط نشاط الجهاز المناعي للجسم. كما تساهم في تقليل خطر تكرار الإصابة للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية كامنة.
  • مضادات الفيروسات: تساهم الأدوية الفيروسية في علاج التهاب النخاع المستعرض الناتج عن عدوى فيروسية في الحبل الشوكي.
  • أدوية تقليل الألم: تساهم في تقليل الألم المزمن الناتج عن الالتهاب، خاصة آلام العضلات، مثل (الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين، و نابروكسين). قد تساعد مضادات الاكتئاب في تقليل الألم العصبي، مثل عقار سيرترالين، ومضادات الاختلاج مثل، (غابابنتين و البريجابلين) ومرخيات العضلات، مثل ( باكلوفين، سيكلوبنزابرين).
  • مثبطات المناعة: تستخدم عندما يكون التهاب النخاع المستعرض عرضاً لحالة مرضية أخرى لتقليل نشاط المناعة والحد من نوبات الالتهاب.
  • أدوية أخرى: يصفها الطبيب لعلاج الأعراض التي قد تظهر على المريض، مثل أعراض سلس البول، والاكتئاب، والخلل الجنسي، والتشنجات، والتيبس والعديد من المضاعفات الأخرى.

العلاج بتبادل البلازما (فصادة البلازما)

يستخدمها الأشخاص الغير مستجيبة للعلاج بالكورتيكوستيرويد الوريدي. يساهم تبادل البلازما في تقليل نشاط الجهاز المناعي عن طريق سحب البلازما واستبداله بسوائل أخرى، وبالتالي إزالة الأجسام المضادة والبروتينات التي قد تسبب الالتهاب.

الغلوبولين المناعي الرابع (IVIG)

عبارة عن حقنة من الأجسام المضادة عالية التركيز تعمل على إعادة تهيئة الجهاز المناعي في الجسم من خلال ارتباطها بالأجسام المضادة التي تسبب إلتهاب النخاع الشوكي وإزالتها من الدم.

العلاجات الأخرى

تساهم بعض العلاجات الإضافية في العلاج طويل الأمد والتعافي، وتحسين الأداء بعد انتهاء النوبات للحصول على حياة أفضل، وتشمل مايلي:

العلاج الطبيعي

يساهم في تقوية العضلات وزيادة مرونتها، و تقليل تشنج العضلات وتيبسها.كما يساهم في استعادة سيطرة المريض على المثانة والأمعاء في حالة فقدان السيطرة عليها. قد يساعد مقدم الخدمة في تقديم الدعم للمريض في استخدام الأجهزة المساعدة، مثل الكراسي المتحركة أو العصي.

العلاج المهني

يساعد المصابين في ممارسة الأنشطة الحياتية بأساليب مختلفة، مثل ارتداء الملابس والاستحمام، أو ترتيب المنزل. وبالتالي تزيد من استقلالية المريض، وتطوير مهارات العمل والحياة.

العلاج النفسي

يساعد الأشخاص الذين يعانون من ضرر دائم للتعامل من التوتر والقلق الناتج عن مرضهم، واختلاف سلوكياتهم والمشاعر التي يتعاملون بها مع مختلف الأمور. قد يساعد العلاج النفسي بالحوار في علاج المشكلات العاطفية والاكتئاب والتأقلم مع التهاب النخاع المستعرض.

الخلاصة

تختلف الآثار طويلة الأمد الناتجة عن إلتهاب النخاع الشوكي. يتعافى العديد من المصابين إما بشكل كامل تقريباً، أو تتحسن حالة المريض مع الاحتفاظ ببعض الأعراض. في حين تعرض بعض الأشخاص إلى إعاقات جسدية كبيرة. تساهم العلاجات المتاحة في تقليل الأعراض وتسريع التعافي إلى جانب العلاجات التكميلية لتحسين حالة المريض الوظيفية والنفسية.

مراجع داخلية:

الأسئلة الشائعة

ما هي أعراض إلتهاب النخاع الشوكي؟

الشعور بالألم.
تشوش الحس.
ضعف الذراعين والساقين.
فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء.

ما هي أسباب إلتهاب النخاع الشوكي؟

الهربس النطاقي.
الفيروس المضخم للخلايا.
الالتهاب الكبدي B.
الأنفلونزا.
فيروس نقص المناعة البشرية HIV.
الفيروسات المعوية، مثل فيروس شلل الأطفال وفيروس الكوكساكي.
الفيروسات المصفرة، مثل غرب النيل وزيكا.
الحصبة والحصبة الألمانية، والنكاف.
إبشتاين بار.
فيروس الصدى.

دكتور احمد الغيطي

دكتور أحمد الغيطي

  • استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
  • استشاري جراحة ألمخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
  • دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
  • زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
  • الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)

تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا

للاستفسارات والحجز

عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707

Scroll to Top