يعد وجع الرأس العارض الأكثر شيوعاً للصداع، لذلك يعد علاج وجع الرأس الشديد أمراً ضرورياً خاصة إذا كنت تعاني من نوبات متكررة من الصداع وألم الرأس.
ولكن يجب أولا التأكد من سبب الوجع وتشخيصه بدقة حتى يتم اللجوء إلى العلاج الصحيح ويأتي بنتيجة فعالة في تخفيف وجع الرأس أو التخلص منه.
سوف نذكر ذلك بالتفصيل في هذا المقال من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.
ما هو وجع الرأس؟
وجع الرأس هو أحد الأسباب الشائعة التي تدفع الكثيرين للبحث عن علاج وجع الرأس الشديد، خاصةً عندما يصبح الألم مزعجًا ويؤثر على النشاط اليومي. ويُعرف وجع الرأس بأنه شعور بالألم أو الضغط في منطقة الرأس أو الرقبة، وقد يختلف في شدته ومدته ومكانه حسب النوع والسبب.
ينتج وجع الرأس زيادة نشاط أنواع معينة من الأعصاب تؤثر على العضلات والأوعية الدموية، وتقوم بإرسال إشارات بين الدماغ والأوعية الدموية. مما يؤدي إلى الشعور بالصداع في الرأس.
أنواع وجع الرأس الشديد
يُعد وجع الرأس من أكثر الأعراض شيوعًا بين الناس، وقد يتراوح من ألم خفيف إلى وجع رأس شديد يعطّل القدرة على التركيز والعمل والنوم. لفهم طرق علاج وجع الرأس الشديد، لا بد أولًا من التمييز بين نوعيه الأساسيين: الصداع الأولي والصداع الثانوي. هذا التصنيف لا يساعد فقط في فهم طبيعة الألم، بل أيضًا في اختيار العلاج الأنسب بناءً على السبب.
الصداع الأولي
الصداع الأولي هو النوع الذي لا ينتج عن حالة طبية أخرى، بل يكون الصداع نفسه هو المشكلة الأساسية. في هذه الحالات، يركز العلاج على تخفيف الأعراض وتجنب المحفزات التي تثير الألم.
أنواع الصداع الأولي
1. الصداع النصفي (الشقيقة):
ألم نابض قوي في أحد جانبي الرأس، غالبًا ما يكون مصحوبًا بغثيان، حساسية للضوء، أو اضطراب في الرؤية. قد تستمر النوبة من ساعات إلى أيام.
2. الصداع التوتري:
الأكثر شيوعًا، ويتميز بألم ضاغط حول الرأس كأن المريض يرتدي طوقًا ضيقًا. قد يظهر نتيجة التوتر، الإجهاد، أو قلة النوم.
3. الصداع العنقودي:
يُعد من أكثر الأنواع ألمًا، ويصيب جانبًا واحدًا من الرأس حول العين. يأتي في شكل نوبات يومية متكررة، وقد يوقظ المريض من النوم ولذلك يبحث المريض عن علاج وجع الرأس الشديد في حالة الصداع العنقودي بالذات لشدة الألم.
أسباب الصداع الأولي
- الضغط النفسي والإجهاد
- قلة النوم أو النوم غير المنتظم
- الجوع أو تخطي الوجبات
- التغيرات الهرمونية، خاصة لدى النساء
- المحفزات الحسية مثل الأضواء القوية، الضوضاء، أو الروائح
قد تسبب بعض العوامل الحياتية أو أنماط الحياة في الإصابة ببعض أنواع الصداع الأولي، وتشمل:
- شرب الكحول.
- تناول بعض أنواع الأطعمة، وخاصة التي تحتوي على النترات مثل اللحوم المصنعة.
- استهلاك النيكوتين بكمية كبيرة.
- اضطرابات النوم.
- زيادة النشاط البدني والإجهاد.
- الجوع.
- السعال، أو العطس، أو الضحك، أو البكاء بقوة.
متى نلجأ إلى علاج وجع الرأس الشديد؟
عادةً لا يكون الصداع الأساسي خطيرًا، ولكن يتسبب في الشعور بوجع الرأس الشديد ويعطل حياتك اليومية. أو التأثير على جودة الحياة، يصبح من الضروري اللجوء إلى خيارات متعددة لـ علاج وجع الرأس الشديد، سواء كان ذلك باستخدام الأدوية، الراحة، تغيير نمط الحياة، أو حتى علاج الصداع الشديد في الرأس بالأعشاب أو في المنزل حسب الحالة.
ثانيًا: الصداع الثانوي
الصداع الثانوي هو عرض لمشكلة صحية أخرى، وقد يكون خفيفًا أو شديدًا بحسب الحالة المسببة له. في هذه الحالة، لا يكفي علاج الألم فقط، بل يجب معالجة السبب الأساسي أولًا.
أنواع الصداع الثانوي
1. الصداع الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية:
يُسبب ألمًا في الجبهة، حول العينين، والأنف، ويزداد عند الانحناء أو عند الاستيقاظ من النوم. كثير من المرضى يبحثون عن علاج وجع الرأس والعين ويجدون السبب في التهاب الجيوب.
2. الصداع المرتبط بارتفاع ضغط الدم:
يظهر عادة في مؤخرة الرأس، وقد يكون نابضًا أو ضاغطًا. يصاحبه أحيانًا دوخة، طنين، أو تشوش في الرؤية.
3. الصداع الناتج عن مشاكل العمود الفقري أو الرقبة:
قد يكون بسبب انزلاق غضروفي أو توتر عضلي في منطقة الرقبة، ويشع الألم إلى الرأس.
4. الصداع الناتج عن أورام أو نزيف دماغي:
نادراً ما يحدث، لكنه خطير. يصاحبه أعراض عصبية مثل فقدان التوازن، ضعف في الأطراف، أو قيء مفاجئ.
أسباب الصداع الثانوي
- التهابات مزمنة (مثل الجيوب أو الأذن)
- أورام أو نزيف في الدماغ
- اضطرابات في ضغط الدم
- مشكلات هيكلية في الرقبة أو العمود الفقري
- أعراض جانبية لبعض الأدوية
ما علاج وجع الرأس الشديد في الحالات الثانوية؟
- يعتمد على علاج السبب الرئيسي أولًا (مثل علاج ضغط الدم أو التهاب الجيوب).
- يمكن استخدام المسكنات بحذر وتحت إشراف طبي.
- في بعض الحالات، يُنصح بإجراء فحوصات تصوير مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد السبب بدقة.
تنبيه للمرضى:
- إذا كنتِ حاملًا وتعانين من صداع متكرر، لا تأخذي أي دواء قبل استشارة الطبيب، فـ علاج وجع الرأس الشديد للحامل يختلف حسب الحالة والمرحلة من الحمل.
اقرأ أيضاً: أفضل دكتور مخ واعصاب
كيفية تشخيص وجع الرأس الشديد
تشخيص وجع الرأس الشديد بشكل دقيق هو الخطوة الأولى نحو تحديد علاج وجع الرأس الشديد المناسب، خاصة مع تعدد أنواعه واختلاف أسبابه من مريض لآخر. في بعض الأحيان يكون الصداع عرضًا بسيطًا، وفي أحيان أخرى قد يشير إلى حالة صحية خطيرة تتطلب تدخلًا فوريًا. لذلك، من المهم عدم تجاهل علاج الصداع الشديد في الرأس عند تكراره أو تغيّر طبيعته.
ما هي خطوات تشخيص وجع الرأس الشديد؟
- أخذ التاريخ المرضي بالتفصيل:
يسأل الطبيب عن توقيت الألم، شدته، مكانه، وتكراره. كما يستفسر عن وجود أعراض مصاحبة مثل الغثيان، تشوش الرؤية، أو الحمى. وهنا تظهر أهمية سؤال المريض: “ما هو علاج وجع الرأس الشديد الذي استخدمته سابقًا وهل نجح؟” - الفحص السريري العصبي:
يتضمن تقييم قوة العضلات، التوازن، حركات العين، وردود الفعل العصبية. وجود أي خلل قد يشير إلى صداع ثانوي خطير يتطلب فحوصًا متقدمة. - مراقبة نمط الصداع:
مثل: هل هو مستمر أم متقطع؟ هل يوقظ المريض من النوم؟ هل يزداد مع التوتر أو مجهود بدني؟
هذه التفاصيل تساعد في تحديد ما إذا كان الصداع من النوع الأولي أم يحتاج إلى علاج وجع الرأس الشديد في المنزل أو التدخل الطبي العاجل. - فحوصات الدم والتحاليل:
تُستخدم لاستبعاد وجود التهابات أو مشاكل في وظائف الأعضاء مثل الكبد أو الكلى، التي قد تسبب صداعًا. - الفحوصات التصويرية عند الحاجة:
- الأشعة المقطعية (CT): تُستخدم في حالات الطوارئ لاستبعاد وجود نزيف أو ورم.
- الرنين المغناطيسي (MRI): يُطلب عندما تكون الأعراض غير واضحة أو معقدة، أو عند وجود أعراض عصبية مصاحبة.
- فحص الجيوب الأنفية: عند الاشتباه في صداع ناتج عن التهاب الجيوب.
- قياس ضغط الدم:
ارتفاع ضغط الدم قد يكون سببًا مباشرًا للصداع الشديد، ويحتاج إلى علاج فوري لتفادي المضاعفات. - الفحص البصري:
في حالات وجع الرأس والعين، يتم فحص قاع العين وضغط العين لاستبعاد مشاكل مثل الزرق أو التهاب العصب البصري.
معلومة مهمة للمريض:
التشخيص السليم هو الطريق إلى علاج وجع الرأس الشديد طبيعياً أو دوائيًا، ويمنع الاستخدام العشوائي للمسكنات التي قد تُسبب ما يُعرف بـ “صداع الإفراط في استخدام الأدوية”.
علاج وجع الرأس الشديد
يعتمد العلاج بشكل أساسي على نوع الصداع المسبب للألم، ويتضمن عدة طرق علاجية، تتمثل في:
الأدوية
يمثل تناول الأدوية الاختيار العلاجي الأكثر شيوعاً في علاج وجع الرأس الشديد سواء كانت بوصفة طبية أو بدون، وتشمل:
- مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية مثل، الإيبوبروفين والنابروكسين وهي عبارة عن مسكنات بسيطة تستخدم لتخفيف وجع الرأس وتصرف بدون وصفة طبية.
- الأدوية المركَّبة، مثل الأسبرين أو الأسيتامينوفين مع الكافيين أو مع نوع آخر من الأدوية المسكنة، وعادة تكون أكثر فعالية من مسكِّنات الألم التي تحتوي على مكوِّن واحد وتتوفر أيضاً بدون وصفة طبية. وتستخدم عادة لعلاج صداع التوتر، ولكن لا يجب الإكثار من تناولها حيث تتسبب في علاج أنواع أخرى من الصداع، ولا يستخدم لمن هم أقل من 19 عام.
- التريبتان، يخفف ألم الرأس الناتج عن الصداع النصفي وصداع التوتر بفعالية عن طريق الفم، أو الحقن، أو لصقات جلدية
- الأفيونات: نادرًا ما يتم اللجوء إلى الأدوية الأفيونية أو المخدِّرات في علاج وجع الرأس الشديد لما تسببه من أعراض جانبية واحتمال تسببها في الإدمان.
- المضادات الحيوية: لعلاج الالتهاب الذي يتسبب في صداع الجيوب الأنفية.
في بعض الأحيان قد يصف الطبيب بعض الأدوية الوقائية لتخفيف حدة نوبات الصداع وألم الرأس وتقليل عدد تكرارها، وتتضمن:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لعلاج وجع الرأس الناتج عن التوتر. ولكن قد تتسبب تلك الأدوية في الإمساك والنعاس وجفاف الفم.
- مضادات الاكتئاب الأخرى مثل فينلافاكسين، ميرتازابين.
- مضادات التشنج ومرخيات العضلات.
العلاجات المنزلية
قد يلجأ المريض لبعض الطرق المنزلية في علاج وجع الرأس الشديد دون اللجوء إلى الطبيب المختص للتخلص من الصداع والألم، وتشمل:
- الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة.
- وضع كمادات ثلجية، لتبريد عضلات الرأس.
- الاستحمام بالماء الدافئ، أو كمادات ساخنة، أو ضمادة دافئة لتدفئة العضلات.
- فرد الشعر خاصة وإن كان مربوطاً بشدة لأعلى، ويساعده فكه وفرده لأسفل على تخفيف وجع الرأس.
- الجلوس في مكان معتم حتى تنتهي نوبة الصداع النصفي ويخف وجع الرأس الناتج عنه.
علاج وجع الرأس الشديد بالطرق البديلة
يتضمن استخدام بعض الطرق الغير تقليدية للتخلص من وجع الرأس الناتج عن التوتر، ويشمل:
- الوخز بالإبر: يستخدم كعلاج مؤقت لألم الرأس المزمن باستخدام إبر رفيعة تسبب قدرًا بسيطًا من الألم. وبعد من الإجراءات الآمنة عندما يمتلك الممارس الخبرة الكافية في الإجراء واستخدام إبرًا معقمة.
- التدليك: يساعد كثيراً في تخفيف التوتر، والعضلات المشدودة وبالتالي تخفيف حدة الصداع ووجع الرأس الشديد
- التنفس العميق والارتجاع البيولوجي والعلاجات السلوكية: تخفف من صداع التوتر المسبب لوجع الرأس.
اقرأ أيضًا: أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس
مواد طبيعية لعلاج وجع الرأس الشديد
تساعد بعض المشروبات والوصفات الطبيعية في التخفيف من وجع الرأس وتقليل حدته، مثل:
- الزنجبيل: يساعد في علاج التهاب الأوعية الدموية في الدماغ، وبالتالي تقليل الصداع، ويفضل خلط عصير الزنجبيل الطبيعي مع عصير الليمون وتناوله 1-2 مرة في اليوم.
- عصير النعناع: نظراً لاحتوائه على مادة المنثول الفعالة في علاج وجع الرأس والصداع.
- الريحان: يعمل كمهدئ للعضلات، وبالتالي يخفف من ألم صداع التوتر، يشرب مع الماء المغلي وإضافة ملعقة من العسل إليه.
- الروزماري: يمتلك خصائص مضادة للالتهاب تساعد في التقليل من وجع الرأس عن طريق تدليك الجبين بزيت الروزماري.
- القرنفل: يستخدم في علاج صداع التوتر، ووجع الرأس الناتج عنه عن طريق طحنه واستنشاق رائحته.
الخلاصة
لا تستهين لعلاج وجع الرأس الشديد وتقوم بتطبيق إحدى الطرق العلاجية المنزلية لتخفيف الألم وحسب.
ولكن إذا تكرر الأمر يجب استشارة الطبيب وإجراء تشخيص دقيق للحالة وتناول العلاج المناسب لها.
الأسئلة الشائعة حول علاج وجع الرأس الشديد
تمام دكتور أحمد، إليك نسخة مختصرة من قسم الأسئلة الشائعة، مع الحفاظ على الفائدة الطبية ودمج الكلمة المفتاحية “علاج وجع الرأس الشديد” في إجابتين غير متتاليتين:
الأسئلة الشائعة حول وجع الرأس الشديد
1. كيف تتخلص من وجع الرأس بسرعة؟
الراحة في مكان هادئ، وضع كمادات باردة، وشرب الماء بكثرة من أفضل الطرق. كما أن تناول مسكن بسيط مثل الباراسيتامول يمكن أن يسرّع التحسن، خاصة في حالات علاج وجع الرأس الشديد في المنزل.
2. ما علاج الصداع الشديد في البيت؟
يمكن استخدام كمادات باردة، الراحة، تدليك الرأس، أو استنشاق الزيوت العطرية مثل النعناع. يُفضل أيضًا تجنب الشاشات والإضاءة القوية. إذا استمر الألم، يجب استشارة طبيب لتحديد ما هو علاج وجع الرأس الشديد المناسب.
3. ما هو المشروب الذي يزيل الصداع؟
من أفضل المشروبات: الزنجبيل، النعناع، القهوة بكمية معتدلة، والماء. هذه المشروبات تساعد على التخفيف من التوتر وتحسين الدورة الدموية.
4. ما هو أسرع مسكن للصداع؟
الباراسيتامول أو الإيبوبروفين هما الأسرع مفعولًا. ويمكن لبعض التركيبات التي تحتوي على كافيين أن تزيد فعالية الدواء، لكن يجب استخدامها بحذر خاصة مع الحالات المزمنة أو الحوامل.
مراجع داخلية:
دكتور أحمد الغيطي
استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
استشاري جراحة المخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707
