يعد علاج فرط الحركة عند الاطفال من أولويات العديد من الأسر عند وجود طفل يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
سواء كان علاجاً دوائياً بهدف السيطرة على الأعراض أو سلوكياً بهدف تهذيب الطفل وتحسين سلوكه ومعالجته تربوياً عن طريق اللجوء إلى متخصص في علاج ذلك الاضطراب عند الطفل منذ الصغر وتقويمه.
وسوف نذكر كل ذلك بالتفصيل في هذا المقال من خلال موقع دكتور احمد الغيطي.
جدول المحتويات
ما هو اضطراب فرط الحركة عند الاطفال؟
هو عبارة عن اضطراب النمو العصبي لدى الطفل نتيجة نقص في بعض الناقلات الكيميائية مثل الدوبامين والنورأدرينالين في الفص الجبهي من الدماغ.
مما يتسبب في حدوث خلل في التواصل بين أطراف الدماغ، واختلافات في نمو الدماغ ونشاطه مما يؤثر على حركة الطفل ومستوى الانتباه والتحكم في النفس.
وبالتالي يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على مستوى الطفل تعليمياً وسلوكياً في المنزل والمدرسة ومع الأصدقاء، ويستمر مع الطفل حتى مرحلة البلوغ.
لا يوجد سبب واضح تجاه حدوث التغيرات الدماغية المسببة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
ولكن غالباً ما يكون الأمر وراثياً نتيجة وجود الاضطراب في أحد أفراد العائلة.
كذلك قد تزيد احتمالات الإصابة في حالات الولادة المبكرة، أو التعرض للسموم البيئية، أو في حالة تعاطي المرأة الحامل المخدرات.
ولا توجد صحة لما يتم اعتقاده أن إصابة الطفل بتلك الحالة تأتي من تناول السكريات بكمية مفرطة، أو قضاء الكثير من الوقت أمام شاشة التليفزيون أو الموبايل، أو التعرض للعنف الأسري.
أعراض فرط الحركة عند الاطفال
توجد بعض الأعراض والعلامات التي تظهر على الطفل تساعد في تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD.
وبالتالي تسهل علاج فرط الحركة عند الأطفال، وتتمثل تلك الأعراض في:
عدم المبالاة
فنجد الطفل دائماً متغافل، ويعاني من تشتت الانتباه وصعوبة في التركيز ويعاني كثيراً من أجل القيام بمهمة كاملة دون فقد التركيز وتفويت التفاصيل العامة بالموضوع، وعدم الاستماع جيداً للتوجيهات، وفي غالب الأمر لا يكملوا ما بدأوه بسبب شرود الذهن والتشتت.
فرط الحركة والنشاط
دائماً ما يكون الطفل فعال بصورة زائدة عن الطبيعي، ويعاني من القلق والارتباك، والشعور السريع بالملل.
مما يجعل من الصعب عليهم الجلوس في مكان واحد لفترة من الوقت.
يتميز الطفل هنا بالحركة المستمرة وعدم تقدير نتائج أفعاله، فنجده دائم القفز والتسلق وزيادة النشاط البدني بشكل يزعج جميع من حوله.
اقرأ أيضًا: علاج تلف الاعصاب
الاندفاع
عادة ما يتصرف الطفل باندفاع وسرعة كبيرة دون تفكير.
فهو لا يطيق الانتظار فنجده يفعل الأشياء دون طلب الإذن، يقاطع من يتحدث أمامه، أو يأخذ ما يحلو له حتى لو مش ملكه.
غالباً ما تكون ردود فعل افل عاطفية للغاية بالنسبة للموقف.
ملحوظة: لا تعني تلك الأعراض دائمًا أن الطفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن قد تكون طبيعة الطفل منذ الصغر وتتحسن مع النمو واكتساب المهارات من الآباء أو المعلمين وزيادة الاستقرار النفسي والبدني للطفل.
علاج فرط الحركة عند الاطفال
يشمل علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عدة مسارات علاجية تتضمن:
الأدوية
لا تمثل الأدوية علاجاً دائماً للحالة ولكن فقط تساهم في تقليل الأعراض من خلال تنشيط قدرة الدماغ على الانتباه، وتقليل الاندفاع وضبط النفس والهدوء، وزيادة التركيز.
يجب تناول بعض الأدوية يوميًا، ولكن قد يوصى أحيانًا بوضع فواصل زمنية لتقييم حالة الطفل.
ايضًا تحديد مدى احتياج الطفل للعلاج وإذا كانت الحالة تستدعي الاستمرارية أم يتم إيقاف الدواء. وتنقسم الأدوية إلى:
الأدوية المنشطة
أو ما تعرف بالمنبهات النفسية، وتعد أكثر الأدوية شيوعاً في علاج فرط الحركة عند الاطفال من خلال تعزيز توازن بعض الناقلات الكيميائية في الدماغ في فترة زمنية قصيرة.
وتشمل تلك الأدوية ما يلي:
- الأمفيتامينات: ( ديكستروأمفيتامين، ديكستروأمفيتامين أمفيتامين، وليزديكسامفيتامين).
- ميثيلفينيديت: (الميثيلفينيديت، وديكسميثيلفينيدين)
تتوفر الأدوية المنشطة في شكل أقراص قصيرة المفعول وطويلة المفعول.
تختلف الجرعة المناسبة من طفل لآخر، ويتم تعديل الجرعة من آن لآخر حتى الحصول على الجرعة المناسبة، أو في حالة ظهور آثار جانبية للاستخدام على الطفل.
قد يرتبط استخدام الأدوية المنشطة ببعض المخاطر مثل:
- مشاكل القلب: تتسبب المنشطات في ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب مما يزيد من خطورة احتمال الموت المفاجئ، ولكن لا توجد حقائق ثابتة حول ذلك. لذلك يجب وضع حالة الطفل الصحية في الاعتبار قبل البدء في تناول الأدوية المنشطة.
- مشاكل نفسية: قد تتسبب الأدوية المنشطة في زيادة العدوانية، والتهيج، الأعراض الذهانية ولكن نادراً ما تظهر تلك الأعراض. لذلك في حالة ظهورها يجب إخطار الطبيب المعالج.
اقرا أيضًا: أسباب وأنواع الصداع
أدوية غير منشطة
تعمل بشكل أبطأ من المنشطات، وتستغرق عدة أسابيع لتعطي مفعولاً كاملاً في العلاج على الطفل. تستخدم تلك الأدوية في حالة وجود موانع لدى الطفل لاستخدام الأدوية المنشطة أو ظهور أعراض جانبية خطيرة عند استخدامها، وتشمل:
- أتوموكستين.
- مضادات الاكتئاب مثل بوبروبيون.
- جوانفاسين.
- كلونيدين.
ملحوظة: أثيرت بعض المخاوف من استخدام تلك الفئة من الأدوية وخاصة مضادات الاكتئاب في زيادة خطر الأفكار الانتحارية لدى الأطفال والمراهقين، لذلك يجب إخطار الطبيب المعالج في حالة ملاحظة تغير في سلوك الطفل أو مراودة تلك الأفكار لعقله.
العلاج النفسي
تشمل التربية النفسية تشجيع الطفل على التثقيف النفسي ومناقشة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وآثاره على حياة الطفل، وفهم الحالة جيداً وتشخيصها، وبالتالي ساعد في التعامل مع الحالة والتعايش معها.
العلاج السلوكي
يلجأ الأهل إلى بعض المتخصصين لمساعدة الطفل في تطوير المهارات الاجتماعية، والعاطفية المتأثرة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
كما يتم تدريب الوالدين أيضاً على الاستجابة للمشاكل السلوكية التي تواجه الطفل كجزء من المرض.
أما بالنسبة إلى الدعم المدرسي، يساهم المدرسين في علاج فرط الحركة عند الاطفال، لمساعدة الأطفال المصابين في الأداء الجيد والاستمتاع بالمدرسة واليوم الدراسي والمشاركة بشكل أكبر.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
وهو عبارة عن علاج بالكلام مع الطفل، ويساعد الطفل في تغيير طريقة التفكير والتصرفات بشكل يسمح له بإدارة مشكلاته والتعامل معها. يحاول المعالج قد المستطاع في تغيير شعور الطفل حيال الموقف، وبالتالي تغيير سلوكه في التعامل مع الموقف.
قد يتم العلاج المعرفي السلوكي مع معالج فردي أو في شكل جماعي.
اقرأ أيضًا: اعراض انضغاط الحبل الشوكي
تدريب المهارات الاجتماعية
بجانب العلاج النفسي والسلوكي، يتم تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية ومشاركته في مواقف لعب الأدوار بهدف تدريبه على كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة، وتعلم كيفية تأثير سلوكه على الآخرين.
برامج تدريب الوالدين
تساعد تلك البرامج في تدريب وتعليم الوالدين على الطرق المحددة للتحدث مع الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، وكيفية اللعب والتعامل معهم لتحسين مستوى الانتباه والسلوك لديهم.
وتساعد في زيادة ثقة الوالدين في قدرتهم على مساعدة الطفل وتحسين حالته وعلاقاته.
عادة ما يكون ترتيب تلك البرامج في مجموعات من 10 – 12 من الآباء والأمهات، يشمل 10 – 16 اجتماعًا، ويستمر الاجتماع الواحد لمدة ساعتين.
وإليكم بعض الاقتراحات والنصائح للآباء التي قد تساعد في تعديل سلوك الطفل مثل:
- عمل روتين يومي: من خلال إتباع نفس الجدول يومياً من الاستيقاظ وحتى النوم.
- التنظيم: تشجيع الطفل على النظام، مثل ترتيب الملابس والألعاب والكتب في نفس المكان يومياً، مما يقلل من احتمالات فقدانهم.
- التعامل مع المشتتات: مثل تحديد وقت معين لمشاهدة التلفزيون، أو استخدام الهاتف، والحد من الضوضاء، الأمر الذي يوفر مساحة بيئية نظيفة لطفلك للتركيز والقيام بواجباته المنزلية.
- تحديد الخيارات: يجب مساعدة الطفل وتشجيعه على تحديد اختياراته مثل الزي أو الألعاب أو الهوايات الأمر الذي يساعده على عدم الشعور بالإرهاق.
- الوضوح: يجب أن تتسم بالوضوح وأن تكون محددًا عند التحدث والتعامل مع الطفل، وأن تدعه يتأكد من إنصاتك له بتركيز، واستخدام توجيهات واضحة وموجزة عندما يحتاجون إلى القيام بشيء محدد.
- التخطيط: يجب أن تساعد طفلك على التخطيط لمهامه، وتقسيمها إلى خطوات أبسط وأقصر، والبدء في تنفيذها مبكرًا مع أخذ فترات للراحة وتقليل التوتر.
- التوجيه: يجب توجيه الطفل إلى الطرق الصحيحة للتصرف في شتى المواقف بدلاً من التوبيخ أو الصراخ أو الضرب، مع ترك مهلة للطفل للتصرف وانضباط رد الفعل مع سحب بعض الامتيازات في حالة التصرف بسلوك غير اللائق.
- خلق فرص إيجابية: يجب أن تمنح طفلك الفرصة لاكتشاف ما يسعه القيام به في المدرسة أو الرياضة أو الفنون، وخلق فرص إيجابية للتعامل مع قدراته وعدم وضعه في مواقف مرهقة.
طرق علاج فرط الحركة عن الاطفال أخرى
بالإضافة إلى جميع الطرق السابقة، توجد بعض الطرق الأخرى التي قد يجدها البعض مفيدة في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، بالرغم من عدم وجود دليل علمي قوي على نجاحها لذلك لا ينبغي اتباعها دون استشارة الطبيب المختص، وتشمل:
نظام غذائي
قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن في علاج فرط الحركة عند الاطفال، ولكن لا تقم بمنع بعض الأطعمة عن طفلك قبل استشارة الطبيب.
يرجع ذلك إلى وجود ارتباط بين بعض أنواع الطعام وتفاقم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لذلك يجب تدوين أنواع الطعام والشراب التي يتناولها الطفل وما يتبعها من سلوك وتقديمها للطبيب المعالج وقت الجلسة.
المكملات الغذائية
أكدت العديد من الدراسات الطبية فائدة تناول مكملات أحماض أوميجا 3 وأوميجا 6 الدهنية في علاج فرط الحركة عند الاطفال.
ولكن يجب التحدث مع الطبيب المختص قبل البدء في استخدام أي مكملات، وألا يتم تناولها على المدى الطويل، لتفادي أثر الجرعات العالية على الطفل وتأثيرها على الجسم.
الخلاصة
وبذلك نكون ذكرنا جميع مراحل علاج فرط الحركة عند الاطفال، ولكن يجب على الآباء فهم الفرق بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وأي مشاكل أخرى تواجه الطفل، وتعلم كيفية التعامل مع الطفل في جميع حالاته.
كما يجب اكتشاف الآثار الجانبية لأي دواء يتناوله الطفل، والتوقف عن أي دواء غير مناسب للطفل. يجب أن يتجنب الطفل شعوره بالعزلة وأنه منبوذ.
ولكن يجب تقديم الدعم المناسب ومساعدته على التأقلم وتحسين حالته.
مراجع داخلية:
دكتور أحمد الغيطي
استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
استشاري جراحة المخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707