علاج شرخ الجمجمة عند الأطفال

ينتج شرخ الجمجمة عن إصابة الرأس، ويعتمد علاج شرخ الجمجمة عند الأطفال بشكل رئيسي على نوع الشرخ، ومدى شدة الإصابة التي يتعرض لها الطفل والآثار الناتجة عنها.

ويجب أن يتم علاجه سريعاً بعد التعرض للإصابة مباشرة وأحياناً يتم اللجوء إلى الجراحة، وإلا قد يتعرض الطفل للوفاة.

ومن خلال المقال سوف نعرض عليكم أهم طرق العلاج، تابعونا معنا من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.

كيف يحدث شرخ الجمجمة عند الأطفال؟

يتمثل حدوث شرخ في الجمجمة في إصابة رأس الطفل، قد تحدث تلك الإصابة ببساطة أثناء الولادة نتيجة زيادة الضغط الواقع على الطفل داخل الرحم أو عبر قناة الولادة.

خاصة في حالات كبر حجم الطفل أو اتخاذه الوضع المقعدي، أو بسبب تعرضه لوقت أطول في المخاض.

هذا بالإضافة إلى احتمال حدوث شرخ الجمجمة بسبب الأدوات المستخدمة في الولادة مثل الملقط أو الشفاط الكهربائي.

وتعد السبب الأكثر شيوعاً نتيجة تأثيرها القوي على جمجمة الطفل دون مراعاة الضرر الناتج عن عدم وجود الكفاءة اللازمة لاستخدامها.

أما عن الأطفال الأكبر سناً، يحدث الشرخ نتيجة إصابة الرأس مثل السقوط من ارتفاع، أو التعرض لحادث، أو ضربة قوية على الرأس خاصة أثناء اللعب.

ويكون إما شرخ بسيط يتم علاجه بالطرق العادية، أو كسر كبير في الجمجمة يعد حالة طوارئ ويحتاج للتدخل الفوري يحتاج للجراحة تمنعاً لحدوث مضاعفات خطيرة مثل النزيف أو التجمع الدموي في الدماغ..

اقرأ أيضًا: مضاعفات التهاب المفصل العجزي الحرقفي

أنواع شرخ الجمجمة عند الأطفال

يتعرض الطفل لأكثر من نوع من الشروخ في الجمجمة عند حدوث صدمة أو إصابة في الرأس، وتشمل:

• شرخ خطي Linear fracture: ويعد النوع الأكثر شيوعاً من الإصابة، وتكون عبارة عن شروخ مستقيمة بسيطة في الجمجمة لاتسبب تحرك صفائح أو عظام الجمجمة، لذلك وتعد الأقل احتمالا في ظهور الأعراض أو حدوث مضاعفات شديدة للطفل.
• شرخ منخفض Depressed fracture: تتسبب الإصابة في ضغط عظام الجمجمة إلى الداخل، مع احتمال تأثيرها على الدماغ  وحدوث نزيف أو تلف دائم في الدماغ.
• شرخ انبساطي Diastatic fracture: يؤثر على عظام وصفائح الجمجمة المرتبطة ببعضها، خاصة مع الأطفال الصغار الذين لم تندمج لديهم العظام بشكل كامل بعد.
• شرخ قاعدي Basilar fracture: أي يحدث في قاعدة الجمجمة بشكل قد يمثل خطراً على الحبل الشوكي.

اقرأ أيضًا: تمارين لوجع الظهر والرقبة

أهم أعراض شرخ الجمجمة عند الأطفال

تعتمد الأعراض والعلامات التي تظهر على الأطفال بشكل رئيسي على السبب في شرخ الجمجمة وتتطلب بشكل عاجل علاج شرخ الجمجمة عند الأطفال، وتشمل:

• الصداع والدوخة
• آلام في الفك.
• الغثيان أو القيء
• انتفاخ اليافوخ عند الرضع (المنطقة الناعمة في مقدمة الرأس).
• تورم الرأس
• خروج دم أو سائل شفاف من الأنف أو الأذن.
• تشوش وازدواجية الرؤية.
• ظهور كدمات خلف الأذنين أو حول العينين
• الشعور بالنعاس أو الارتباك.
• صعوبة الحركة أو المشي.
• ضعف السمع والتنفس.
• احتمال تعرض الطفل للتشنجات

اقرأ أيضًا: اعراض انزلاق الفقرات العنقية

التشخيص

قبل أن نذكر علاج شرخ الجمجمة عند الأطفال سوف نذكر كيفية التشخيص.

إذا تعرض طفلك إلى إصابة مباشرة في الرأس، لابد من إجراء الفحص الطبي الفوري ومن خلاله يقوم الطبيب بفحص الحالة العصبية للطفل للتحقق من وظائف المخ، مثل فحص تفاعل حدقة العين مع الضوء، والتحقق من ذاكرة الطفل ودرجة نشاطه، واختبار توازنه.

بطلب بعض الاختبارات التصويرية لفحص وتشخيص الإصابة، ويتم ذلك من خلال:

• الأشعة السينية: للتحقق من وجود كسر في عظام الجمجمة.
• التصوير المقطعي، والرنين المغناطيسي: يتم إجرائه لعمل فحص شامل لدماغ الطفل والتأكد من وجود أي علامات للإصابة، وفحص الأنسجة والأوعية الدموية للمخ.
• اختبار CSF الأنفي: للتحقق من تسرب السائل الشوكي الدماغي (CSF) الناجم عن كسر في الجمجمة.

اقرأ أيضًا: أعراض الشلل الرعاش المبكرة

كيف تتعامل مبدأياً مع حالات شرخ الجمجمة للأطفال؟

إذا تعرض طفلك لإصابة مفاجئة في الرأس، لابد أن تتبع بعض الخطوات بمثابة الإسعافات الأولية في علاج شرج الجمجمة عند الأطفال، وتشمل:

• التحقق من تنفس الطفل بشكل طبيعي، وفحص النبض، والبدء في عمل الإنعاش القلبي الرئوي إذا لزم الأمر.
• لا تحرك الطفل، ولكن إذا كان يتقيأ اقلبه على جانبه مع إمساك جانبي رأسه وكتفه عند تحريكه، و التأكد من عدم انحناء أو التواء رأسه أو رقبته.
• اضغط على رأس الطفل إذا كان ينزف، ولكن لا تلمس أي شيء يخرج من رأسه مع وضع ضماد معقم فوق النزيف.
• لا تحرك طفلك إذا تعرض طفلك لنوبة تشنجات، ولكن قم بوضعه على جانبه بعد انتهاء النوبة.

علاج شرخ الجمجمة عند الأطفال

يعتمد علاج إصابات الرأس أو حدوث شرخ في الجمجمة في المقام الأول على نوع الكسر وموقع حدوثه، بالإضافة إلى مدى قوة الإصابة وتأثيرها على الدماغ، قد يستغرق علاج كسر الجمجمة والشفاء منه عدة  شهور، ولكن كلما كان الطفل أصغر سنًا، كلما كان شفائه أسرع.

معظم الحالات تكون شروخ الجمجمة عند الأطفال بسيطة وتحتاج إلى بعض الإجراءات الغير جراحية للتعامل معها بالشكل التالي:

علاج غير جراحي

• الأدوية: وتشمل أدوية علاج الألم مثل الاسيتامينوفين للأطفال أقل من 3 شهور و الإيبوبروفين للأطفال أكبر من 6 شهور، وأدوية علاج النوبات إذا كان احتمال حدوثها أكبر من 20%، أو العدوى البكتيرية، أو الغثيان والقيء. 
• قد يحتاج الطفل أيضًا إلى دواء لتقليل ضغط السوائل في رأسه، مع مراقبة الضغط داخل الجمجمة تجنباً لحدوث تضخم في الدماغ.
• المضادات الحيوية إذا كانت الشروخ مفتوحة لمنع التلوث، والوقاية من التهاب السحايا.
• دعامة الرقبة: تمنع الطفل من تحريك رأسه ورقبته.
• تطهير الجرح جيداً، ووضع المضادات الحيوية الموضعية عليه واللجوء إلى خياطة الرأس إذا كان الجرح عميقاً مع تجنب وصول الماء إليه.
• استخدام كيس من الثلج فوق الجزء المتورم من الرأس ولكن ليس لفترة طويلة حتى لا تلتهب فروة الرأس من البرودة.
• الحصول على الراحة التامة أثناء النهار، والنوم الجيد ليلاً، وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية حتى تمام الشفاء.
• اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل وشرب كمية كافية من الماء.
• معظم حالات شرخ الجمجمة الخطي أو المنخفض عند الأطفال لا تحتاج إلى علاج، ويشفى الشرخ والضرر الناتج عنه في الدماغ بعد فترة وجيزة

الجراحة

يتم اللجوء إلى علاج شرخ الجمجمة عند الأطفال بالجراحة إذا كان الكسر خطير وتسبب في تحريك العظام، او علاج الضرر الناتج عن الكسر في الجمجمة والأنسجة المحيطة بها.

وفي حالة وجود جرح بالرأس، لابد من إجراء جراحة لإزالة الأنسجة التالفة وخياطة الجرح.

يحتاج الرضع والأطفال الذين يعانون من كسور منخفضة مفتوحة الجراحة بهدف رفع الجزء المضغوط من الجمجمة إذا كان أكثر من 5 ملم تحت الصفائح العظمية المجاورة

إذا تعرض الطفل لكسر انبساطي حاد في الجمجمة، لابد تصحيحه جراحياً لإغلاق الفجوة في سحايا المخ. ولكن لا يفضل إغلاق الكسر جراحياً، لأن دماغ الطفل مازال بحاجة إلى النمو.

قد يحتاج الطفل إلى الجراحة بهدف إزالة التجمع الدموي الناتج عن الشرخ داخل الجمجمة وخاصة تحت الجافية منعاً لزيادة الضغط على خلايا الدماغ، أو بسبب تلوث الجرح وتكون خراج لابد من إزالته.

أما في حالة تلف وتورم الدماغ الأساسي، قد يلجأ الجراح إلى إجراء استئصال كامل للقحف، وإجراء عملية رأب القحف في وقت لاحق.

كذلك تتطلب حالات كسر اللقمة القذالية غير المستقر (النوع الثالث) التدخل الجراحي السريع بهدف التثبيت الداخلي والخارجي للمفصل العظمى.

قد يحتاج الطفل إلى تدخل جراحي فيما بعد، في حالة حدوث تناقضات عظمية بسبب كسر طولي في قاعدة الجمجمة للعظم الصدغي، ويتطلب الأمر جراحة رأب العظم إذا استمر فقدان السمع لمدة تزيد عن 3 أشهر أو إذا لم يلتئم غشاء الطبل من تلقاء نفسه.

إجراء جراحة لغلق ناسور السائل الدماغي الشوكي في حالة استمرار التسرب بعد الشرخ، وعدم استجابة الطفل للعلاج المحافظ.

علاج شرخ الجمجمة طويل الأمد

قد يتسبب شرخ الجمجمة الشديد عند الأطفال في حدوث إعاقات طويلة المدى نتيجة حدوث تلف في الدماغ قد تصل إلى الشلل خاصة مع التأخر في علاج الطفل منذ بداية الإصابة. يعتمد العلاج على نوع الإعاقة ومدى شدتها، ويشمل:

• العلاج الطبيعي.
• علاج بالممارسة
• تناول الأدوية المناسبة للحالة.
• العمليات الجراحية
• علاج النطق واللغة
• الرعاية المنزلية.
• استخدام الأجهزة المساعدة.

الخلاصة

عادة ما يكون علاج شرخ الجمجمة عند الأطفال بطرق محافظة غير جراحية، ومعظم الحالات تشفى من تلقاء نفسها. ولكن يجب ملاحظة الطفل جيداً ومراقبة العلامات التي تظهر عليه بعد الإصابة وعلاج الأعراض واللجوء إلى أقرب مستشفى إذا كان وضع الطفل خطيراً أو يحتاج إلى جراحة.

مراجع داخلية:

• أورام قاع الجمجمة
• أورام المخ

الأسئلة الشائعة

دكتور أحمد الغيطي

استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
استشاري جراحة المخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)

تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا

للاستفسارات والحجز

عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844