عادة ما تتغير سلوكيات مريض الصرع، وخاصة من الأطفال نتيجة التغيرات التي تحدث في الدماغ، أو كنوع من الاستجابة للأدوية المستخدمة.
قد تحدث الاضطرابات السلوكية حتى يخفي بها المريض مشاعر القلق والاكتئاب، وعادة ماتحدث لدى الأطفال قبل بداية النوبة وتستمر حتى بعد انتهاء النوبات أو السيطرة عليها.
سوف نذكر كل ذلك بالتفصيل في هذا المقال من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.
جدول المحتويات
أنواع سلوكيات مريض الصرع
عادةً ما يرتبط الصرع بتغيرات في سلوك المريض، ولا توجد قاعدة ثابتة تنطبق على جميع المرضى، إذ تتنوع هذه التغيرات حسب نوع النوبات وشدة المرض والعوامل المحيطية. ويركز الدكتور أحمد الغيطي على أن فهم هذه السلوكيات مهم لتحسين التعامل مع المريض وتقديم الدعم النفسي المناسب.
سلوكيات مرتبطة بالنوبات
- يرتبط التغير في سلوك مريض الصرع بالنوبات، سواء قبل النوبة بدقائق أو أيام، أو بعد انقضائها. وقد تشمل هذه التغييرات:
- فرط الحركة أو تشتت الانتباه.
- التهيج أو التصرف بعدوانية لفظية أو جسدية.
- تغييرات في المزاج والشعور بالخوف أو القلق المفاجئ.
مراقبة سلوكيات مريض الصرع أثناء النوبة تساعد على تحديد نمط هذه التغيرات، وفهم المشاعر أو التصرفات التي قد تظهر، وتمييزها عن السلوكيات الاعتيادية التي تحتاج لتعديل في الشخصية أو السلوك.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع مريض الصرع أثناء النوبة
سلوكيات مرتبطة بالأدوية

قد تحدث بعض التغيرات السلوكية المفاجئة أو السلبية نتيجة أدوية الصرع، أو عند تعديل الجرعات، حيث يصبح المريض سريع الانفعال أو الغضب أحيانًا.
- في هذه الحالات، يُفضل مناقشة الطبيب لتعديل الجرعة أو تغيير الدواء، أو إضافة دواء آخر.
- بعض مضادات الصرع تستخدم أيضًا لعلاج التغيرات السلوكية المصاحبة للنوبات.
- التوقف المفاجئ عن أدوية النوبات قد يؤدي أيضًا إلى ظهور سلوكيات غير طبيعية، لذا يجب الالتزام بالخطة العلاجية بدقة.
الحد من المحفزات:
لتقليل التغيرات السلوكية، ينصح الدكتور الغيطي بتقليل الضغوط النفسية والجسدية، وتنظيم المهام اليومية في الدراسة والعمل، مع الحفاظ على روتين ثابت يساعد في استقرار السلوك وتحسين جودة الحياة.
اقرأ أيضاً: أعراض الصرع أثناء النوم
أسباب التغير في سلوكيات مريض الصرع
تتأثر سلوكيات مريض صرع بعدة عوامل تتعلق بالنوبات نفسها، نوع وموقع الصرع، وطبيعة الأدوية، وكذلك البيئة المحيطة وردود أفعال الآخرين. يوضح الدكتور أحمد الغيطي أن فهم هذه الأسباب يساعد على إدارة السلوكيات بشكل أفضل وتحسين جودة حياة المريض.
- خلل في الخلايا العصبية:
قد يحدث اضطراب في الخلايا العصبية الموجودة في مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في المشاعر والسلوك، مما يؤدي إلى تغيرات في ردود الفعل والمزاج. - التفريغات الكهربائية في الدماغ:
النشاط الكهربائي غير الطبيعي أثناء النوبات يؤثر على وظائف المخ، سلوكيات مريض الصرع وقد يظهر ذلك في سلوكيات مثل العدوانية أو الانفعال المفاجئ. - نشاط غير طبيعي في مناطق معينة من الدماغ:
بعض المناطق عند تفاعلها غير الطبيعي يمكن أن تسبب سلوكًا عدوانيًا أو فرط حركة وتشتت الانتباه. - عدم التنبؤ بالنوبات:
خاصة النوبات المعممة، حيث عدم معرفة موعد وشدة النوبة يزيد من القلق والتوتر، ويؤثر على السلوك اليومي للمريض. - الأدوية المضادة للصرع:
- قد تؤدي إلى تغير سلوكيات مريض صرع، مثل جابابنتين، الفينوباربيتال ، و فالبروات، توبيراميت ، و ليفيتيراسيتام ، والزونيساميد.
- محاولة التعايش مع الصرع ، مما يسبب القلق الدائم والتوتر والضيق.
- ردود أفعال الآخرين حول النوبات والصرع، والتصرف على أنها وصمة عار للمريض والتوقعات المنخفضة للمريض.
اقرأ أيضًا: أعراض الصرع البسيط
أبرز سلوكيات مريض الصرع
عادة ما يحدث تطرف في سلوك مريض الصرع بشكل ملحوظ في عدة نواحي، ويشرح الدكتور أحمد الغيطي أن التعرف على هذه السلوكيات يساعد على التعامل معها بشكل صحيح وتحسين جودة حياة المريض:
- الاكتئاب، ويمثل الاضطراب الأكثر شيوعاً مع مريض الصرع. قد يحدث الاكتئاب قبل أو بعد أو أثناء النوبات، ولكن غالباً ما يرتبط بالأوقات ما بين النوبات. يرتبط الاكتئاب بمشاعر الكسل والخمول، والنعاس، وقلة الحماس.
- تغيرات في الحالة العاطفية للمريض، خاصة زيادة الانفعال، إلى جانب انخفاض العاطفة لدى العديد من المرضى
- عادة ما يحدث انخفاض في الرغبة الجنسية والعجز الجنسي، ولكن قد تحدث أيضاً زيادة الاستثارة، والشهوة الجنسية مع بعض المرضى.
- زيادة عصبية وعدوانية المريض لعدم القدرة على التواصل الاجتماعي، أو الخجل واللامبالاة مع بعض المرضى. على أي حال تقل العدوانية مع التقدم في السن، وفي بعض الحالات تستبدل بالاكتئاب والقلق.
- اضطراب نقص الانتباه مع أو بدون فرط الحركة ،سلوكيات مريض الصرع حيث يعاني معظم مرضى الصرع وخاصة الأطفال من اضطراب نقص الحركة وتشتت الانتباه ADHD، بالإضافة إلى الإحباط والنسيان، وصعوبة التعلم، والتفاعل الاجتماعي.
- القلق المزمن ونوبات الهلع، والوسواس القهري، خاصة مع عدم القدرة على التنبؤ أو السيطرة على النوبات.
- التوحد، حيث يعجز الطفل عن الاتصال اللفظي وغير اللفظي وخلل في الحياة الاجتماعية.
اقرأ أيضاً: جراحة الصرع
التشخيص والعلاج

يساهم الكشف المبكر عن الصرع في التخفيف من التغيرات السلوكية وتحسين جودة حياة المريض بشكل كبير. ويشرح الدكتور أحمد الغيطي أهم خطوات التعامل والعلاج كما يلي:
- التعامل مع أخصائي نفسي واجتماعي:
يجب أن يحصل المريض على دعم نفسي عند اكتشاف إصابته بالصرع، وكذلك الاستعانة بأخصائي اجتماعي لمعالجة المشاكل السلوكية والاجتماعية الناتجة عن المرض، بما يضمن تحسين التكيف مع الحياة اليومية. - الدعم العاطفي:
يُعتبر الدعم النفسي والعاطفي جزءًا أساسيًا من العلاج، فهو يساعد المريض على إدارة المرض، التكيف مع النوبات، وزيادة الثقة بالنفس والشعور بالاستقلالية. - الأدوية:
سلوكيات مريض الصرع تلعب الأدوية دورًا مهمًا في العلاج، وتشمل:- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): للسيطرة على الاكتئاب والقلق.
- أدوية منشطة لعلاج نقص الانتباه: للمساعدة في تحسين التركيز والسلوك.
- مضادات الاختلاج: للتحكم بالنوبات ومنع تكرارها.
- مراعاة التفاعلات الدوائية:
يجب الانتباه إلى تأثير المزج بين الأدوية المختلفة على الصحة العقلية والسلوك، وتعديل العلاج حسب حاجة المريض لتجنب أي مضاعفات أو زيادة في الأعراض السلوكية.
اقرأ أيضًا: أعراض الصرع الصامت عند الأطفال
الخلاصة:
تتعدد العوامل التي تؤثر على سلوكيات مريض الصرع، سواء كانت عوامل داخلية نتيجة تأثير النوبات على وظائف الدماغ أو عوامل أخرى خارجية تتسبب في فقدان سيطرة المريض على نفسه ومشاعره ومواجهته العديد من المشاكل السلوكية.
يمثل التحديد المبكر للتغيرات السلوكية أهم وأولى خطوات العلاج، كما يساهم التدخل المعرفي السلوكي في تحسن سلوك المريض، بما في ذلك العلاج بالكلام.
مراجع داخلية:
الأسئلة الشائعة:
ما هي أبرز سلوكيات مريض الصرع اليومية؟
بحسب الدكتور أحمد الغيطي، من أهم سلوكيات مريض صرع اليومية هي الالتزام بمواعيد تناول الأدوية بشكل دقيق لتقليل النوبات، وتجنب الإجهاد النفسي والحرمان من النوم. كما ينصح المرضى بالابتعاد عن المنبهات مثل الكافيين والكحول. هذه العادات تساعد على الحفاظ على استقرار الحالة وتقليل فرص حدوث النوبات المفاجئة، كما أنها تمنح المريض شعورًا بالأمان والتحكم في حياته اليومية.
كيف يتصرف مريض الصرع أثناء النوبة؟
يشير الدكتور أحمد الغيطي إلى أن سلوكيات مريض الصرع أثناء النوبة قد تشمل فقدان الوعي مؤقتًا، حركات لا إرادية، أو تشنجات مفاجئة. بعض المرضى قد يصدرون أصواتًا غير مفهومة أو يظهر عليهم الارتباك بعد انتهاء النوبة. من الضروري معرفة هذه السلوكيات لتقديم الدعم الصحيح وتفادي أي إصابات، ولضمان سلامة المريض أثناء النوبة وبعدها.
هل هناك سلوكيات تساعد على الوقاية من النوبات؟
يوضح الدكتور أحمد الغيطي أن هناك سلوكيات تقلل من احتمال النوبات، مثل النوم المنتظم والكافي، الالتزام بخطة العلاج والأدوية، تقليل التوتر النفسي، وممارسة الرياضة بطريقة مناسبة. أيضًا، متابعة المريض لتسجيل النوبات وملاحظة المحفزات اليومية تساعد الطبيب على تعديل العلاج بشكل مستمر، مما يزيد من فعالية خطة السيطرة على المرض.
كيف يؤثر الصرع على السلوك الاجتماعي للمريض؟
بحسب الدكتور أحمد الغيطي، يؤثر الصرع على سلوكيات مريض الصرع الاجتماعي، إذ يشعر بعض المرضى بالقلق أو الخجل من حدوث النوبات أمام الآخرين. لذلك قد يتجنبون بعض الأنشطة الاجتماعية أو المواقف التي تتطلب تركيزًا شديدًا أو مجهودًا جسديًا. فهم هذه السلوكيات يمكن للعائلة والأصدقاء تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المناسب، وتشجيع المريض على المشاركة في الحياة الاجتماعية بثقة أكبر.

دكتور أحمد الغيطي
- استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
- استشاري جراحة ألمخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
- دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
- زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
- الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707



