عندما يحدث تمدد شديد في الأوعية الدموية الدماغية، قد تتمزق وتسبب انفجار شريان في الدماغ، وبالتالي تؤدي إلى تسرب دموي إلى الأنسجة الدماغية المحيطة.
ويعرف ذلك بالنزف الدماغي. قد تتسبب تلك الحالة في مشاكل صحية أكثر خطورة، مثل السكتة الدماغية النزفية، أو تلف الدماغ بدرجة تؤدي إلى الوفاة.
سوف نذكر كل شيء بالتفصيل في هذا المقال من خلال موقع دكتور احمد الغيطي.
جدول المحتويات
ما المقصود بـ انفجار شريان في الدماغ؟
قد يتعرض الإنسان إلى انفجار أحد شرايين الدماغ نتيجة انتفاخ المنطقة من الشريان الدماغي الأكثر ضعفاً. يتسبب التدفق الدموي في المزيد من الضغط على تلك المنطقة مسبباً ظهور نتوء بها، وحدوث تمدد للأوعية الدموية للشرايين الرئيسية على طول قاعدة الجمجمة.
أغلبية ذلك التمدد صغيرة ولا تسبب مشاكل خطيرة أو ظهور أعراض على المريض، بينما قد يصل إحداها إلى حد التمزق بشكل يهدد حياة المريض، نتيجة الإصابة بنزيف في الدماغ.
نتائج انفجار شريان في الدماغ
عندما تتعرض الأوعية الدموية للتمزق، يزداد التدفق الدموي إلى أنسجة الدماغ المحيطة مشكلاً المزيد من الضغط عليها مسبباً:
- نزيف في الأنسجة.
- الشعور بصداع شديد يطلق عليه صداع الرعد.
- نزيف تحت العنكبوتية SAH: في الطبقة العنكبوتية ما بين الدماغ والأنسجة المحيطة به، وتمثل 90% من حالات تمزق الأوعية الدموية.
- السكتة الدماغية النزفية: نتيجة حدوث النزيف بين الجمجمة والدماغ.
اقرأ أيضًا: صرع الفص الصدغي
المضاعفات
قد يتسبب تمزق الأوعية الدموية ونزيف الدماغ في تلف دائم بالدماغ، وحدوث المضاعفات التالية:
- التشنج الوعائي: نتيجة انقباض الأوعية الدموية، ونقص كمية الدم التي تصل إلى الدماغ، بسبب حدوث النزف تحت العنكبوتية.
- استسقاء الرأس: بسبب تراكم الدم والسائل النخاعي في الدماغ عند حدوث النزف تحت العنكبوتية، مسبباً الضغط الشديد عليه.
- النوبات: نتيجة زيادة مؤقتة في النشاط الكهربائي في الدماغ عند حدوث نزيف تمدد الأوعية الدموية، وقد تتسبب النوبات الغير مستجيبة للعلاج في تلف دائم بالدماغ.
- تلف الدماغ: يتسبب النزيف في تغير مستوى الصوديوم في الدم وتورم الدماغ، مما قد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ.
- الغيبوبة: قد يتسبب النزيف في فقدان الوعي لمدة تدوم إلى أيام أو أسابيع.
- الوفاة: يتعرض 50% من حالات انفجار شريان في الدماغ الناتج عن تمزق الأوعية الدموية إلى الوفاة.
أعراض تمزق الأوعية الدموية في الدماغ
إلى جانب نزيف الدماغ، والشعور بصداع قوي الذي يمثل أولى علامات الإصابة، يعاني المريض أيضاً من:
- القيء والغثيان.
- تصلب في الرقبة.
- تشوش وازدواجية الرؤية.
- حساسية الضوء.
- اتساع حدقة العين.
- تدلي الجفون.
- الشعور بألم شديد في المنطقة حول العين.
- الشعور بالارتباك.
- الخدر أو الضعف.
- فقدان التوازن والتنسيق.
- ألم في الظهر أو الساق.
- فقدان الوعي.
أسباب تمزق الأوعية الدموية في الدماغ
عادة ما يتسبب ضعف جدار الشريان وترققه في تطور التمدد الأوعية الدموية الدماغية وتمزقها، مسبباً انفجار شريان في الدماغ.
توجد بعض الحالات التي تولد بتمدد في الأوعية الدموية نتيجة وجود عيب خلقي في جدار الشريان، وتزداد الاحتمالات مع وجود بعض العوامل، مثل:
- التشوه الشرياني الوريدي (AVM): نتيجة الاتصال الغير طبيعي بين الشريان والوريد.
- خلل التنسج الوعائي الليفي: وهو عبارة عن مرض شرياني مجهول السبب يصيب النساء.
- مرض الكلى المتعدد الكيسات (PCKD): اضطراب وراثي يتميز بنمو العديد من الخراجات المملوءة بالسوائل في الكلى.
- توسع الشعيرات النزفي الوراثي: عبارة عن اضطراب وراثي يصيب الأوعية الدموية، ويتسبب في تكوين أوعية دموية تفتقر إلى الشعيرات الدموية الموجودة بين الشريان والوريد.
- متلازمة إهلرز دانلوس الوعائية: اضطراب في النسيج الضام.
- متلازمة كلاينفلتر: حالة وراثية عند الرجال، نتيجة وجود كروموسوم جنسي إضافي X.
- متلازمة نونان: عبارة عن اضطراب وراثي يصيب العديد من أجزاء وأنظمة الجسم، ويتسبب في تطورها بشكل مختلف.
- متلازمة مارفان.
- التصلب الحدبي: متلازمة جلدية عصبية، والتي قد تسبب تكون ورم داخل الدماغ والحبل الشوكي.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع ورم الدماغ
عوامل خطر تمزق الأوعية الدموية الدماغية
تؤثر بعض خصائص التمدد على التعرض لخطر تمزق الأوعية الدموية وحدوث انفجار شريان في الدماغ، تشمل:
- الحجم: كلما زاد حجم تمدد الأوعية الدموية، كلما زاد معها خطر التمزق.
- الموقع: يؤثر موقع التمدد على احتمال حدوث التمزق، خاصة تمدد الأوعية الدموية الموجود على الشرايين المتصلة الخلفية، وأيضاً المتواجدة على الشريان المتصل الأمامي، وتعد الأكثر عرضة للتمزق.
- النمو: يزداد خطر التمزق مع في حالة التمددات التي تنمو حتى لو بنسبة صغيرة.
- العمر: الأشخاص أكبر من 70 عام أكثر عرضة للإصابة.
- تاريخ عائلي: حيث وجود إصابة من الدرجة الأولى في العائلة، أو حدوث تمزق سابق للمريض.
- التدخين: قد يتسبب التدخين في تمدد الأوعية الدموية المتعددة في الدماغ.
- ارتفاع ضغط الدم: ويعد العامل الأكثر خطورة، حيث يؤدي إلى زيادة ضعف الشرايين وإتلافها وزيادة خطر التمزق.
- الإفراط في الكحول والمخدرات خاصة الكوكايين.
التشخيص
غالباً ما تتمدد الأوعية الدموية دون تمزق أو ظهور أعراض، ولكن عندما يشعر المريض بصداع شديد لم يشعر بمثله من قبل.
يلجأ الطبيب إلى بعض الاختبارات التشخيصية للتأكد من حدوث تمزق الأوعية الدموية، انفجار أحد شرايين الدماغ، تتضمن الآتي:
- التصوير المقطعي المحوسب: لتحديد وجود تسرب دموي في الدماغ بواسطة الأشعة السينية والكمبيوتر للحصول على صور تفصيلية. قد يتم حقن صبغة التباين في مجرى الدم للبحث عن وجود تمدد في الاوعية الدموية وتحديد الشكل والحجم والموقع، إلى جانب تحديد تدفق الدم في شرايين الدماغ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم لعمل صور مفصلة ثنائية وثلاثية الأبعاد للدماغ، وتحديد وجود نزيف في الدماغ. كما ينتج صوراً تفصيلية لشرايين الدماغ، وتحديد حجم وموقع وشكل تمدد الأوعية الدماغية. يستخدم الإجراءمزيجًا من تقنية الرنين المغناطيسي (MRI) وصبغة التباين الوريدية (IV) في تصوير الأوعية الدموية. تعمل الصبغة على إظهار الأوعية الدموية غير شفافة في صورة التصوير بالرنين المغناطيسي، وبالتالي تقييمها بدقة.
- تصوير الأوعية الدماغية: لتحديد وجود انسداد في أحد شرايين الدماغ، وتمدد الأوعية الدموية مع تحديد الشكل والحجم والموقع، أسباب حدوث نزيف في الدماغ. يتضمن الإجراء إدخال قسطرة في شريان الساق وتمريره إلى الأوعية الدموية الدماغية، ثم حقن صبغة التباين من خلال القسطرة والتقاط صور الأشعة السينية للأوعية الدموية.
- تحليل السائل النخاعي CSF: يتم من خلال البزل الشوكي، وتساعد نتيجة التحليل في اكتشاف وجود نزيف في الدماغ.
علاج انفجار شريان في الدماغ
يهدف علاج تمدد الأوعية الدماغية بشكل رئيسي إلى إيقاف التدفق الدموي إلى التمدد مع الوضع في الاعتبار:
- نوع وحجم وموقع تمدد الأوعية الدموية.
- عمر المريض، وحالته الصحية.
- التاريخ الطبي العائلي للمريض.
- خطر العلاج.
ولكن عندما يحدث التمزق بالفعل، و انفجار شريان في الدماغ، يتطلب الأمر إجراء جراحة عاجلة.
لقطة الأوعية الدموية الدقيقة
تعتمد الجراحة بشكل أساسي على منع تدفق الدم إلى تمدد الأوعية الدموية عن طريق إجراء جراحة مفتوحة في الدماغ.
في البداية، يقوم الطبيب بتحديد موقع الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية التمدد الأوعية الدموية، ومن ثَم وضع مشبكًا معدنيًا صغيرًا على قاعدة تمدد الأوعية الدموية بهدف إيقاف التدفق الدموي إليها.
ثم قصه اعتمادًا على موقع وحجم وشكل تمدد الأوعية الدموية، وبالتالي لا يتكرر مرة أخرى.
اللف داخل الأوعية الدموية لتمدد الأوعية في الدماغ
حيث يقوم جراح الأعصاب بإدخال قسطرة في وعاء دموي في الفخذ أو الرسغ، ثم تمريره إلى الدماغ.
يقوم الطبيب بوضع ملفًا صغيرًا من الأسلاك الناعمة في تمدد الأوعية الدموية لتغيير نمط التدفق الدموي داخله وتكون جلطة دموية تمنع الدم من الدخول إلى تمدد الأوعية الدموية.
دعامات تحويل التدفق لتمدد الأوعية الدموية
يقوم الجراح بإدخال قسطرة في وعاء دموي في الفخذ أو الرسغ وتمريرها إلى الدماغ.
ومن خلالها، يقوم الطبيب بوضع أنبوبًا شبكيًا في تمدد الأوعية الدموية يعمل على تحويل التدفق الدموي بعيدًا عن تمدد الأوعية الدموية.
تركيب شبكة WEB لتمدد الأوعية الدموية الدماغية
حيث يقوم جراح الأعصاب بإدخال قسطرة في وعاء دموي في الفخذ أو الرسغ وتمريرها إلى الدماغ.
ومن خلال القسطرة، يضع شبكة معدنية في تمدد الأوعية الدموية بشكل مشابه للملف، تقوم بانسداد التمدد، وتمنع تدفق الدم إليها وبالتالي عدم توسعها أو تمزقها.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الغيبوبة والموت الدماغي
علاجات أخرى لتمزق الأوعية الدموية الدماغية
عندما يتطور تمزق تمدد الأوعية الدموية الدماغية إلى انفجار شريان في الدماغ، قد يلجأ الطبيب إلى بعض العلاجات الإضافية لإدارة الأعراض والحد من خطر المضاعفات، وتشمل:
ما يلي:
- مضادات الاختلاج: تساهم في منع النوبات الناتجة عن تمزق تمدد الأوعية الدموية.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الناتجة عن التشنج الوعائي.
- إجراء التحويلة: تعمل على تصريف السائل النخاعي (CSF) من الدماغ إلى مكان آخر في الجسم للحد من استسقاء الرأس.
- العلاج الطبيعي والتأهيلي: خاصة في حالات النزف تحت العنكبوتية، لاستعادة الوظائف الحركية والكلام والتعامل مع الإعاقة.
الخلاصة
فقد تمدد الأوعية الدموية المتمزق هو الذي يؤدي إلى انفجار شريان في الدماغ، ويبدأ الأمر بشعور بصداع قوي لا يتحمله المريض، ويدفعه إلى الذهاب فوراً إلى الطبيب المختص لتحديد السبب وتلقي العلاج سريعاً قبل ظهور المضاعفات وزيادة خطر الوفاة.
مراجع داخلية:
الأسئلة الشائعة
قد يتعرض الإنسان إلى انفجار أحد شرايين الدماغ نتيجة انتفاخ المنطقة من الشريان الدماغي الأكثر ضعفاً. يتسبب التدفق الدموي في المزيد من الضغط على تلك المنطقة مسبباً ظهور نتوء بها، وحدوث تمدد للأوعية الدموية للشرايين الرئيسية على طول قاعدة الجمجمة.
القيء والغثيان.
تصلب في الرقبة.
تشوش وازدواجية الرؤية.
حساسية الضوء.
اتساع حدقة العين.
تدلي الجفون.
الشعور بألم شديد في المنطقة حول العين.
الشعور بالارتباك.
الخدر أو الضعف.
فقدان التوازن والتنسيق.
ألم في الظهر أو الساق.
فقدان الوعي.
دكتور أحمد الغيطي
- استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
- استشاري جراحة ألمخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
- دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
- زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
- الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707