دكتور أحمد الغيطي - دكتور مخ و أعصاب
الفرق بين العصب الخامس والسابع

الفرق بين العصب الخامس والسابع

ترتبط الأعصاب القحفية تشريحياً ووظيفياً، ولكن يكمن الفرق بين العصب الخامس والسابع في وظيفة كل عصب سواء كانت عصبية أو حركية.

لذلك من خلال المقال، سوف نتطرق إلى  ذلك الفارق بين العصب ثلاثي التوائم الخامس والعصب الوجهي السابع، من حيث الأساس التشريحي ووظيفة كلاً منهما، والاضطرابات التي قد تواجه الأعصاب وكيفية علاجها.

سوف نذكر كل ذلك بالتفصيل من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.

الفرق بين العصب الخامس والسابع

العصب الخامس أو السابع كلاهما أعصاب قحفية تؤدي وظيفة عصبية محددة في الوجه على المستوى الحسي أو الحركي، ولكن يختلف كلاً منهما عن الآخر في النقاط التالية:

التركيب

العصب الخامس CNV، هو أكبر الأعصاب القحفية، والمسؤول عن التعصيب الحسي للوجه ويطلق عليه العصب ثلاثي التوائم لانقسامه إلى ثلاثة فروع رئيسية مختلفة.

وهي العصب البصري V1، عصب الفك العلوي V2، عصب الفك السفلي V3  والتي تنضم معاً إلى العقد ثلاثية التوائم في الحفرة القحفية الوسطى.

العصب السابع، أو مايعرف بالعصب الوجهي، فنجد مساره معقد للغاية وينقسم تشريحياً إلى مسار داخل الجمجمة من خلال تجويف الجمجمة، والجمجمة نفسها في منطقة جذع الدماغ.

و يشمل جذر عصبي حركي كبير وجذر حسي صغير داخل العظم الصدغي ومنها إلى قناة الوجه حتى يندمجان لتكوين العصب الوجهي وأخيراً يؤدي إلى:

  • العصب الصخري الأكبر: يوفر ألياف الغدد المخاطية، و الغدة الدمعية.
  • العصب الركابي: يوفر التعصيب الحركي للعضلة الركابية في الأذن الوسطى.
  • Chorda Tympani: ألياف حسية إلى الثلثين الأماميين من اللسان، و ألياف الغدد تحت الفك السفلي وتحت اللسان.

المسار الآخر للعصب السابع يتواجد خارج الجمجمة من خلال الوجه والرقبة.

حيث يتجه العصب الوجهي نحو الأعلى أمام الأذن الخارجية مباشرةً وينشأ فرع العصب الأذني الخلفي خارج القحف والمسؤول عن حركة بعض العضلات المحيطة بالأذن.

الجذع الرئيسي للعصب، هو الجذر الحركي للعصب الوجهي، يستمر من الأمام والأسفل إلى الغدة النكافية.

ثم ينقسم العصب الوجهي السابع بداخلها إلى خمسة فروع مسؤولة عن تعصيب عضلات تعبيرات الوجه.

اقرأ أيضًا: تمارين لعلاج العصب الخامس

الوظيفة

الوظيفة

العصب الخامس هو العصب المسؤول عن الوظائف الحسية، مثل اللمس، والإحساس بالحرارة أو الألم، حيث يؤدي كل فرع من فروعه وظيفة محددة كالآتي:

  •  العصب البصري: الفرع العصبي المسؤول عن الإحساس في الجزء العلوي من الوجه والجمجمة فوق الشق الجفني والعين وأجزاء من تجويف الأنف.
  • عصب الفك العلوي: وهو مسؤول عن التعصيب الحسي في الجزء الأوسط من الوجه، متحكماً بذلك في الجفن السفلي، و الخد، و أجزاء من تجويف الأنف والجيوب الأنفية، وأسنان الفك، والشفّة العلوية، واللثة العلوية.
  • عصب الفك السفلي:  يتميز باحتوائه على ألياف حسية وحركية، حيث يوفر التعصيب الحسي للغشاء المخاطي الشدقي وأسنان الفك السفلي، والشفّة واللثة السفلية، والجلد أسفل الفم، . بينما توفر الألياف الحركية التعصيب الحركي لجميع عضلات المضغ وتؤدي الوظيفة الحركية في العض، والمضغ، والبلع. 

 العصب السابع: هو المسؤول عن حركة وتعابير الوجه، والتذوّق، وإنتاج الدموع. وتقوم فروع العصب السابع الخمسة بمجموعة وظائف حركية على حدة، تتمثل في:

  • الفرع الجبهي (Frontal): يتحكم في عضلات الجبهة.
  • الفرع الوجني (Zygomatic): يتحكم في عضلات إغلاق العين.
  • الفرع الشدقي (Buccal): يتحكم في العضلات المسؤولة عن تحريك الأنف، والشفة العلوية، وحركة العين اللاإرادية، والابتسام.
  • فرع الفك السفلي الهامشي (Marginal mandibular branch): يتحكم في عضلات تحريك الشفة السفلية.
  • الفرع العنقي (Cervical): يتحكم في عضلة الذقن السفلية، وخفْض زاوية الفم. 

اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب الأعصاب الطرفية

الألم

يتضح الفرق بين العصب الخامس والسابع من حيث الألم  الناتج عن التهاب العصب، والأسباب المؤدية إلى ذلك في النقاط التالية:

يتسبب التهاب العصب الخامس في الشعور بألم شديد يشبه الصدمة الكهربائية أو الوخز والحرقان، بالإضافة إلى حدوث نوبات تشنجية لا إرادية.

قد يتطور الأمر مع عدم السيطرة على الألم إلى الإصابة بمتلازمة الألم المزمن (Chronic pain syndrome)، والتي تؤثر على حياة المريض بشكل سلبي قد يصيبه بالاكتئاب. في حقيقة الأمر.

لا يوجد سبب محدد حتى الآن للإصابة بالتهاب العصب الخامس، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تساهم في الإصابة، مثل:

  • تلف أو التشوه الشرياني الوريدي حول العصب الخامس 
  • تمدد الأوعية الدموية نتيجة زيادة الضغط على الأعصاب.
  • الأورام.
  • التصلب المتعدد.
  • مرض اللايم.
  • التعرض للإصابات الجراحية أو إصابات الوجه.
  • السكتة الدماغية.
  • داء السكري النوع 2.

أما عن العصب السابع، يتسبب التهاب العصب الوجهي في الإصابة بشلل الوجه النصفي بيل (Bell’s palsy) نتيجة ضعف وتدلي أحد جانبي الوجه، وفقدان الوظيفة الحركية لعضلات الوجه، او التشنجات العضلية.

يؤثر ذلك في القدرة على إفراز اللعاب، والدموع، والتذوق. وغالباً ما يرتبط الالتهاب بالتقاط عدوى فيروسية، كما في التالي:

  • فيروس الهربس (Herpes virus).
  • فيروس الجديري المائي (Chickenpox).
  • فيروس إبشتاين – بار (Epstein-Barr virus).
  • فيروس النكاف (Mumps virus).
  • الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus).
  • الفيروس الغداني (Adenovirus).
  • السكتة الدماغية.

الأعراض

يتسبب التهاب العصب الخامس في ظهور الأعراض التالية على المريض:

  • ألم شديد على أحد جانبي الوجه.
  • نوبات من الألم تستمر بضعة ثواني إلى دقائق.
  • الإحساس بالخدر، والوخز، والحرقان.
  • الشعور بألم شديد عند المضغ، أو تنظيف الأسنان، والكلام، وحركة الوجه.

أما عن أعراض العصب السابع

  • تدرج الأعراض من ضعف في عضلات أحد جانبي الوجه إلى شلل تام بنصف الوجه.
  • تدلي جلد الوجه حول الحاجب، والعين، والخد، والفم.
  • استرخاء عضلات الوجه والجلد من حولها.
  • معاناة المريض من تشنجات عضلية، ورعشة الوجه.
  • جفاف العين، بسبب فقدان القدرة على إغلاق الجفون.
  • عدم القدرة على المضغ، او البلع، أو الكلام.

اقرأ أيضًا: أعراض وعلاج شلل العصب السابع

التشخيص

يعتمد الفرق بين العصب الخامس والسابع في التشخيص على فحص الطبيب وتقديمه تشخيصاً مبدئياً للحالة وتحديد طبيعة الألم، وبالنسبة إلى العصب الخامس يتم التأكد الإصابة من خلال بعض الاختبارات التشخيصية على رأسها:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي، يستخدم لتحديد الأسباب المحتملة للألم، واكتشاف ضغط أحد الأوعية الدموعية في الدماغ على العصب الخامس.

بالنسبة إلى العصب السابع، يقوم الطبيب بعمل الفحص البدني للمريض لتقدير مدى الشلل الذي أصاب أحد جانبي وجهه، والتطور في الأعراض. يتم التسخيص عن طريق:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي باستخدام مادة التباين الجادولينيوم لتسليط الضوء على مناطق الالتهاب في العصب الوجهي.
  • اختبار منعكس الركابي، وهو عبارة عن اختبار سمعي لتحديد مشاكل السمع والتوازن وتقدير الضرر الواقع على العصب السابع.
  • تخطيط كهربية الأعصاب، يستخدم لتقييم وظيفة العصب الوجهي.
  • مخطط كهربية العضل، يقيس النبضات الكهربائية المنقولة عبر الأعصاب والأنسجة العضلية، وبالتالي يساعد في تقييم الضعف أو الشلل في أعصاب وعضلات الوجه.
  • فحص الدم، لتحديد إذا كانت هناك عدوى فيروسية تسببت في التهاب العصب السابع.

الفرق بين العصب الخامس والسابع في العلاج

الفرق بين العصب الخامس والسابع في العلاج

هناك اختلاف في علاج بين العصب السابع والخامس وهي كالآتي:

علاج العصب الخامس

عادة ما يلجأ المريض إلى مسكنات الألم التي لاتستلزم وصفة طبية، مثل الاسيتامينوفين او مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين لتخفيف الألم اللاذع الناتج عن التهاب الأعصاب. ولكن في الحالات المتقدمة، قد يوصي الطبيب بأنواع أكثر تقدماً في العلاج، مثل:

  • الأدوية التي تلزم وصفة طبية مثل ادوية النوبات، وتشمل كاربامازيبين، وجابابنتين.
  • حقن الستيرويد: تقوم بعمل إحصار للعصب وتخفيف الألم بشكل مؤقت.
  • الوخز بالإبر يساعد في تقليل شدة أو تكرار النوبات.

الجراحة

في حالة عدم قدرة الأدوية على السيطرة على الألم، يلجأ طبيب الأعصاب إلى التدخل الجراحي الدقيق، وتشمل:

  • بضع جذور العصب ثلاثي التوائم، ويوفر  تخفيف الألم ل80% من المرضى.
  • جراحة تخفيف ضغط الأوعية الدموية الدقيقة (MVD)، وتوفر علاج طويل الأمد للألم الناتج عن التهاب العصب الخامس.
  • الجراحة الإشعاعية المجسمة (CyberKnife أو Gamma Knife)، يتضمن جرعات عالية من الإشعاع لتخفيف الألم لدى 70% من المرضى.

اقرأ أيضًا: ألم العصب الخامس

علاج العصب السابع

من الأدوية شائعة الاستخدام في العلاج:

  • مسكّنات الألم، مثل الأسبرين أو الأيبوبروفين، أو الأسيتامينوفين  دون وصفة طبية.
  • مضادات الالتهاب الستيروئيدية، مثل البريدنيزون يعمل على تقليل التهاب وورم العصب.
  • الأدوية المضادة للفيروسات، مثل ڤالاسيكلوڤير و الأسيكلوڤير، خاصة مع احتمال الإصابة بعدوى فيروسية.
  • العلاج الطبيعي.
  • الوخز بالإبر.
  • تمارين الارتِجاع البَيولوجِي، تساعد في التحكم في عضلات الوجه.

الجراحة

تساهم جراحة تخفيف الضغط في تخفيف الضغط الواقع على العصب الوَجهي من خلال فتح الممر العظمي الذي يمر من خلاله العصب.

ولكن لا يُوصى بهذا النوع من الجراحة لاحتمال إصابة العصب الوَجهي وفقدان السمع الدائم.

نادرًا ما يلجأ المريض إلى إجراء جراحة تجميلية لتصحيح تضرر العصب الوَجهي وإعادة تناسق الوجه، واستعادة حركة الوجه.

ومن أمثلة تلك الجراحة رفع الحاجب والجفن، وغرسات الوجه، وترقيع الأعصاب، و لكن قد يلزم تكرارها بعد عدة سنوات.

الخلاصة

يجب الوضع في الاعتبار تحديد الفرق بين العصب الخامس والسابع والألم الناتج عنه، ومدى الضرر الواقع على العصب وبالتالي تحديد العلاج المناسب لنوع العصب وفقاً لتشخيص طبي دقيق يقوم به طبيب الأعصاب المختص وتوضيح سبل العلاج.

مراجع داخلية:

دكتور احمد الغيطي

دكتور أحمد الغيطي

استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
استشاري جراحة المخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)

تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا

للاستفسارات والحجز

عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844

Scroll to Top