يحدث التهاب العصب البصري عندما يتسبب الالتهاب في تلف العصب البصري وفقدان الرؤية المؤقت، والألم.
عادة ما يرتبط الالتهاب بالأمراض المزمنة، مثل التصلب المتعدد وأمراض المناعة.
يساعد التشخيص والعلاج المبكر في تحسن الحالة والعلاج سريعاً والحد من ظهور المزيد من المضاعفات على المدى الطويل.
سوف نذكر كل شيء بالتفصيل في هذا المقال من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.
جدول المحتويات
ما هو التهاب العصب البصري؟
العصب البصري هو عبارة عن حزمة من الألياف العصبية تختص بنقل المعلومات البصرية والإشارات الضوئية من الجزء الخلفي للعين إلى الدماغ.
يتمثل الالتهاب في اعتلال عصبي يصيب العصب البصري، ويؤثر على الإشارات التي تنتقل من خلاله مسبباً ألم في العين، وفقدان الرؤية.
تحتوي خلايا العصب البصري على طبقة دهنية تعرف بغمد المايلين، وتختص بحماية حزمة الألياف العصبية.
عندما يحدث الالتهاب في العصب البصري، يتدهور غمد المايلين، وبالتالي تفقد الخلايا العصبية قدرتها على إرسال الإشارات بين الدماغ والعين بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تغيرات في الرؤية تصل إلى حد فقدان الرؤية المؤقت.
أنواع التهاب العصب البصري
يحمل الالتهاب في العصب البصري ثلاثة أنواع مختلفة، تشمل:
- نموذجي: عادة ما يؤثر الالتهاب على عين واحدة فقط، ويتعافي المريض منه خلال أيام معدودة. وأحياناً لا يحتاج المريض إلى العلاج.
- غير نمطي: يؤثر على كلتا العينين، ويتطلب وقت أطول للعلاج والتعافي. يرتبط الالتهاب الغير نمطي بالعديد من الاضطرابات العصبية المعقدة.
- طفولي: يتشابه الالتهاب الطفولي كثيراً مع النوعين السابقين، ولكن يحمل العديد من نقاط الاختلاف الهامة.
الأعراض
تعد التغييرات في الرؤية وخاصة خلف مقلة العين العرض الرئيسي لالتهاب العصب البصري. تشمل الأعراض الأخرى مايلي:
- ألم في العين: يشعر به أكثر من 90% من المرضى، و يتفاقم مع تحريك العين. في بعض الحالات، لا يعاني مرضى الالتهاب الغير نمطي أي ألم على الإطلاق.
- ضعف الرؤية: عادة ما تقل حدة الرؤية في حالات اعتلال العصب البصري لدى الأطفال.
- خلل التصبغ: يتسبب الالتهاب في انخفاض مدى رؤية الألوان، وانخفاض القدرة على إدراك الألوان، خاصة اللون الأحمر.
- فقدان الرؤية: يؤدي إلى حدوث فجوة تؤثر على جزء من المجال البصري وانخفاض مدى الرؤية. قد يحدث فقدان الرؤية المركزية أو الطرفية.
- أضواء وماضة: قد يعاني المريض من رؤية أضواء وماضة أو رعاشة مع تحريك العين.
- رؤية ضبابية وخافتة.
قد يتسبب اعتلال العصب البصري في فقدان البصر الدائم، وغالباً ما يكون مرتبط بحالات مرضية أكثر خطورة. لذلك يجب زيارة الطبيب المختص في حالة:
- ظهور أعراض جديدة، مثل ألم العينين وتغير الرؤية.
- عدم تحسن الأعراض مع تلقي العلاج.
- ظهور مضاعفات، مثل فقدان الرؤية في كلتا العينين، أو ازدواجية الرؤية، تنميل وضعف في أحد الأطراف.
اقرأ أيضًا: علاج ارتشاح العصب البصري
أسباب التهاب العصب البصري
لا يوجد سبب محدد ومعروف لحدوث اعتلال العصب البصري، ولكن يرتبط الالتهاب ببعض الأمراض المناعية التي تتسبب في تلف المايلين المغلف لخلايا العصب البصري، وبالتالي يؤثر على انتقال المعلومات البصرية من العين للدماغ. وتتمثل الأسباب المحتملة في:
أمراض المناعة الذاتية
- التصلب المتعدد: عادة ما يرتبط بالالتهاب في العصب البصري النموذجي، حيث يهاجم الجهاز المناعي غمد المايلين ويسبب إتلافه. يشير اعتلال العصب البصري إلى الإصابة بالتصلب المتعدد وزيادة خطر الإصابة به بنسبة 50% بمرور الوقت خاصة مع وجود آفات في الدماغ.
- التهاب النخاع والعصب البصري: يؤثر التهاب العصب البصري على النخاع والعصب البصري ويؤدي إلى الإصابة بالتهاب العصب الغير نمطي، ولكن لا يتسبب في تلف أعصاب الدماغ مثلما يفعل التصلب المتعدد بالرغم من كونه أكثر خطورة، ويردي إلى ضعف التعافي بعد النوبة مقارنة بالتصلب المتعدد.
الالتهابات
قد تتسبب العدوى في اعتلال العصب البصري وخاصة عند الأطفال، وتشمل:
- العدوى الفيروسية: خاصة الإصابة بفيروس الهربس النطاقي، وفيروس الهربس البسيط نوع 1,2، وفيروس الحصبة، وفيروس مضخم للخلايا، وفيروس نقص المناعة البشرية HIV.
- العدوى البكتيرية: تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، مثل مرض الدرن، مرض لايم، مرض الزهري، حمى خدش القطة.
- العدوى الفطرية: المكورات العقدية، داء المبيضات، داء الرشاشيات، داء النسوجات.
- الطفيليات: تنتقل إلى الإنسان من الحيوانات الأليفة، مثل داء المقوسات من القطط، وداء القطط من الكلاب.
بعض الأدوية والسموم
قد يؤدي استخدام بعض الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة إلى اعتلال العصب البصري، مثل:
- أدوية علاج الالتهابات: مثل إيثامبيوتول، الكلورامفينيكول، الايزونيازيد، المضادات الحيوية التي تحتوي على سلفا.
- أدوية القلب: مثل الأميودارون، والديجوكسين.
- أدوية الملاريا: مثل الكلوروكين، والهيدروكسي كلوركين.
- أدوية علاج السرطان: مثل الميثوتريكسيت، والتاموكسيفين، والفينكريستين.
- التبغ والنيكوتين.
- الكحول.والميثانول.
أسباب أخرى
قد تتسبب بعض الحالات المرضية الأخرى في التهاب العصب البصري، مثل:
- نقص التروية: حيث يقل تدفق الدم إلى العصب البصري، مما قد يؤدي إلى تلف العصب.
- نقص الفيتامينات: خاصة نقص فيتامين B12، يؤدي إلى التهاب وتلف العصب البصري.
- داء السكري النوع الثاني: يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة، خاصة مع ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- اعتلال الأعصاب: يؤدي وجود بعض الحالات مثل الأورام واستسقاء الرأس إلى الضغط على العصب، وبالتالي حدوث الالتهاب أو التلف.
عوامل الخطر
تتسبب بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة باعتلال العصب البصري، تتضمن مايلي:
- النوع: النساء هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالاعتلال النموذجي بنسبة أكبر من الرجال بمعدل 3-2، بينما ينعكس الأمر في حالة الالتهاب الغير نمطي.
- العمر: عادة ما يصيب الاعتلال النموذجي الأشخاص ما بين 20-40 عام. بينما تكثر حالات الالتهاب الغير نمطي في الأشخاص ما قبل 18 عاماً وبعد سن 50 عاماً. كذلك يصيب الالتهاب البصري الأطفال قبل 10 أعوام.
- العرق: الأشخاص ذوو البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بالاعتلال في العصب البصري، كذلك الإصابة بمرض التصلب المتعدد فيما بعد. بينما يعد الأشخاص من أصل آسيوي أقل عرضة للإصابة.
- الموقع: تفيد الأبحاث باحتمال ارتباط أشعة الشمس ومستوى فيتامين د بالإصابة، لذلك يعد الأشخاص البعيدين عن خط الاستواء أقل عرضة للإصابة.
- الإصابة بمرض مناعي آخر: مثل الساركويد أو الذئبة الحمامية، أو مرض بهجت.
- الطفرات الوراثية: تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب في العصب البصري، والتصلب المتعدد.
التشخيص
يضع أخصائي العيون تشخيصه بناءًا على الأعراض التي يشتكي منها المريض، والتاريخ الطبي، وإذا كان يعاني من حالة مرضية اخرى قد تسبب التهاب العصب البصري.
يمثل فحص العين الخطوة الأساسية في التشخيص، حيث يتحقق الطبيب من قدرتك على الرؤية وتمييز الألوان، وقياس الرؤية الطرفية، وحدة البصر. هذا إلى جانب بعض الاختبارات الأخرى للتأكد من التشخيص، مثل:
- تنظير قاع العين: يستخدم لفحص الجزء الخلفي من العين عن طريق تسليط ضوء ساطع على العين. كما يساهم في تقييم القرص البصري واتصال العصب البصري بشبكية العين. يعاني ثلث المصابين باعتلال العصب البصري بتورم العصب البصري.
- اختبار رد فعل حدقة العين: يقوم الطبيب بتحريك الضوء أمام أعين المريض للتحقق من مدى استجابة حدقة العين للضوء. يقل تقلص حدقة العين في حالات الالتهاب عن الأشخاص الطبيعين عند التعرض للضوء.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم للتحقق من وجود آفات بالدماغ تزيد من خطر الإصابة بالتصلب المتعدد، أو وجود أسباب أخرى تسبب ظهور الأعراض مثل الأورام.
- التصوير المقطعي التوافقي البصري: يستخدم لقياس سمك الألياف العصبية في شبكية العين، والتي تكون أقل سمكاً في حالات الالتهاب.
- اختبار المجال البصري: عن طريق قياس الرؤية المحيطية للعين، وتحديد فقدان مجال الإبصار مع الاعتلال في العصب البصري.
- تحديد الاستجابة للمنبهات البصرية: لتحديد مدى سرعة وصول الإشارات الكهربائية من العين إلى الدماغ، والتي تكون أبطأ في حالة تلف العصب البصري.
- اختبارات الدم والبول: بحثاً عن وجود عدوى أو أجسام مضادة محددة، كما يساهم البزل الشوكي القطني أيضاً في تحديد علامات العدوى والتغيرات في السائل النخاعي.
اقرأ أيضًا: ارتشاح العصب البصري ومتى يحتاج إلى جراحة؟
علاج التهاب العصب البصري
غالباً ما تتحسن معظم الحالات دون علاج، ولكن قد يتم اللجوء إلى العلاجات الآتية لتخفيف الأعراض، وتحسين الرؤية.
الأدوية
يمكن علاج التهاب العصب البصري عن طريق استخدام الستيرويدات الوريدية لتقليل التورم والالتهاب والحد من تلف العصب البصري. تساعد مضادات الإلتهاب الستيرويدية على تخفيف ألم العين، وتقليل خطورة فقدان البصر.
يصف الطبيب جرعات عالية من الستيرويدات الوريدية أو الفموية لمدة 3-5 أيام، تُستكمل بجرعات أقل عن طريق الفم. يجب أن تتناقص الجرعة تدريجياً للحد من أعراض الانسحاب.
تشمل الآثار الجانبية للستيرويدات، التقلبات المزاجية، زيادة ملحوظة في الوزن، الأرق، اضطرابات المعدة، واحمرار الوجه.
علاج الحالات الكامنة
تختلف العلاجات المستخدمة بناءًا على الحالة التي يعاني منها المريض، وتشمل:
- المضادات الحيوية، للقضاء على العدوى البكتيرية.
- تبادل البلازما، لتقليل نشاط الجهاز المناعي إذا أظهرت الاختبارات وجود اضطراب مناعي.
الخلاصة
إذا كنت تعاني من التهاب العصب البصري، يجب زيارة الطبيب فور ظهور الأعراض، يساعد ذلك في تقليل المخاطر ويمنع تفاقم الأعراض. غالباً ما تتحسن الحالة ويستعيد المريض معظم رؤيته الطبيعية خلال ستة أشهر من بداية نوبة الاعتلال.
مراجع داخلية:
الأسئلة الشائعة
نموذجي.
غير نمطي.
طفولي.
ألم في العين.
ضعف الرؤية.
خلل التصبغ.
فقدان الرؤية.
أضواء وماضة.
دكتور أحمد الغيطي
- استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
- استشاري جراحة ألمخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
- دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
- زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
- الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707
