يعاني بعض الأشخاص من حالة مرضية تعرف بـ التشوهات الشريانية الوريدية المخية حيث معاناة المريض من وجود خلل في الارتباط بين الشرايين والأوردة الموجودة في المخ، مما ينتج عنه بعض الأعراض الجانبية التي تؤثر على المريض مثل الصداع الشديد، والنوبات وفقدان الوعي.
لذلك من خلال المقال سوف نتعرف على ماهية المرض، والأسباب التي تؤدي إلى حدوث ذلك الخلل تفصيلياً، والأعراض الناتجة عنه، وكيفية العلاج.. تابعوا معنا من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.
ما هي التشوهات الشريانية الوريدية المخية (AVM)؟
هي عبارة عن حدوث ارتباط غير طبيعي بين الأوعية الدموية الواصلة بين الشرايين المسؤولة عن نقل الدم المحمل بالأكسجين من القلب إلى الدماغ، والأوردة التي تحمل الدم الخالي من الأكسجين إلى الرئتين والقلب والموجودة في الدماغ. مما يؤثر على التدفق الدموي و دورة الأكسجين في المخ.
و يتسبب ذلك التشوه في تعطيل تلك الدورة، حيث يتجاوز ذلك التشابك أنسجة المخ الطبيعية وينقل الدم مباشرة من الشرايين إلى الأوردة. وعادة ما يتشكل ذلك التشوه قبل الولادة بنسبة أقل من 1٪ من الأشخاص، وتشيع الإصابة عند الذكور بنسبة أكبر من الإناث.
وبينما قد تتسع الأوعية المصابة، ولكن لاتنمو الحالات أو تختلف كثيراً.
اقرأ أيضًا: اشعة ورم في المخ
أسباب التشوهات الشريانية الوريدية المخية (AVM)
السبب الدقيق لحالات AVM غير معروف ، ولكن تشير بعض الأدلة الحديثة إلى أنه قد يكون السبب وراثي.
تحدث التشوهات عند الولادة وتتشكل مع نمو الجنين ، ولكنها قد تتطور في وقت لاحق من حياة المريض.
التشوهات الدماغية لبعض المصابين تحدث بـتوسع الشعيرات النزفي الوراثي (HHT) ، والمعروف بـ متلازمة أوسلر ويبر ريندو (Osler-Weber-Rendu syndrome) والتي تؤثر على طريقة تكوين الأوعية الدموية في مناطق مختلفة من الجسم ومنها الدماغ.
تحدث التشوهات المخية نتيجة الاتصال المباشر بين الشرايين والأوردة القريبة منها في الدماغ دون وجود شبكة الأوعية الدموية والشعيرات الدموية الأصغر نتيجة ضغط تدفق الدم من الشرايين، أو انفجار الأوعية الدموية. يتسبب ذلك في حدوث النزيف أو التسرب الدموي في الدماغ أو الأنسجة المحيطة، ويقلل من التدفق الدموي إلى المخ. تختلف تلك التشوهات حيث الحجم، وموقعها في الدماغ.
اقرأ أيضًا: أجزاء الدماغ ووظائفها بالتفصيل
عوامل خطر التشوه الشرياني الوريدي المخي
عادة ما يصاب الشخص بالتشوه منذ الولادة، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة وتتمثل في:
الذكور
كما ذكرنا سابقاً، تشيع الإصابة بتشوهات AVM بين الذكور بنسبة أكبر منها في الإناث.
وجود تاريخ عائلي
يحدث ذلك في بعض الحالات النادرة بين العائلات. ولكن لا يوجد عامل وراثي معين يوضح حدوث المرض بشكل وراثي داخل العائلة. ولكن توجد بعض الحالات المرضية الوراثية قد تزيد من احتمالات خطر الإصابة، مثل توسع الشعيرات النزفي الوراثي (HHT).
أعراض التشوهات الشريانية الوريدية المخية
عادة لا تظهر أعراض واضحة للإصابة بالتشوهات الشريانية الوريدية في الدماغ حتى يحدث تمزق لذلك التشوه ، مما يؤدي إلى حدوث نزيف، والذي يعد بمثابة العلامة الأولى للإصابة مسبباً سكتة دماغية نزفية.
ويقول دكتور أحمد الغيطي استشاري القسطرة المخية التداخلية أن نزيف المخ في حالات التشوهات الشريانية الوريدية يحدث نتيجة لاندفاع الدم بضغط الشريان إلى جدار الأوردة الدموية الغير مصممة على تحمل مثل هذا الضغط العالي والذي يتحمله فقط جدران الشرايين وليس الأوردة.
ولكن قد تظهر بعض الأعراض الأخرى على المريض مصاحبة للنزيف، وتتمثل في:
- حدوث النوبات الصرعية: وتحدث بسبب خلل في تنظيم التروية الدموية للنسيج المخي. سواء عن طريق هروب الدم للتشوه الشرياني بدلا من دخوله للنسيج المخي, أو عن طريق ارتفاع ضغط الدم الداخل للنسيج المخي بسبب انسدادات تلقائية غير منتظمة في التشوه الشرياني الوريدي. علما بأن عملية تنظيم ضغط التروية الدموية تكون مختلفة في المرضى الذين يعانون من تشوه شرياني وريدي.
- الشعور صداع شديد وألم في منطقة واحدة من الرأس.
- ضعف وتنميل العضلات في جزء واحد من الجسم.
- طنين في الأذن يسمى طنين الأذن النابض, ويحدث خصوصا أكثر في حالات الناسور الشرياني الوريدي للأم الجافية بقاع الجمجمة.
قد تكون تلك الأعراض أكثر حدة وخطورة اعتماداً على موقع التشوه والضغط على منطقة واحدة من الدماغ، وتتمثل في:
- صداع حاد.
- حدوث تنميل أو شلل في منطقة من الجسم.
- ضعف أو فقدان البصر.
- صعوبة الكلام.
- الارتباك.
- فقد الاتزان والثبات عند الحركة.
تظهر تلك الأعراض على المريض عادة في السن ما بين 10-40 عاماً. وقد يتسبب ذلك التمزق بالوقت في تلف أنسجة المخ وتأثيرها على المريض وظهور الأعراض في مرحلة البلوغ المبكرة.
ولكن بمرور الوقت، قد يحدث استقرار لحالة التشوهات الشريانية الوريدية المخية وتقل الأعراض.
اقرا أيضًا: هل يعالج التمدد الشرياني المخي بالقسطرة المخية أم بالجراحة؟
توسّع الوريد غالين (Vein of Galen Aneurysm)
قد يشمل التشوه الشرياني الوريدي في الدماغ وريد جالينوس. والذي يعد أحد الأنواع الخطيرة من التشوه حيث تظهر الأعراض على المصاب بعد الولادة مباشرة، وتتسبب الأوعية والشعيرات الدموية المسببة لذلك النوع من التشوه في:
- تراكم السوائل في الدماغ وتضخم الرأس. فيما يعرف باستسقاء المخ أو استسقاء بطينات المخ.
- تورم الأوردة في فروة الرأس.
- نوبات شديدة.
- فشل القلب الاحتقاني. نتيجة دخول الدم المؤكسد بكميات كبيرة إلى الأوردة ومنها إلى اذينات القلب.
- اضطرابات أو فشل في النمو.
تبلغ نسب الوفاة المرتبطة بحدوث النزيف من 10%- 15%. بينما تصل نسبة حدوث تلف دائم في الدماغ من 20%- 30% نتيجة التسرب الدموي إلى الدماغ وتضرر أنسجة المخ الطبيعية، مما ينتج عنه هذا فقدان الوظائف الطبيعية للمخ بشكل مؤقت أو دائم.
أنواع التشوه الشرياني الوريدي المخي (AVM)
توجد عدة أنواع من التشوهات تبعاً لموقعها في الدماغ وتتمثل في:
التشوهات الشريانية الوريدية الحقيقية (AVM)
يعد النوع الأكثر شيوعًا من التشوه في المخ، ويحدث نتيجة تشابك مجموعة من الأوعية الدموية الغير طبيعية التي تربط بين الشرايين والأوردة الدماغية، ولكن مع عدم وجود أنسجة دماغية متداخلة طبيعية, ويعد ذلك هو أهم شرط في تشخيصها. وتنتقل الشرايين مباشرة إلى الأوردة؛ مع الضغط المرتفع.
التشوهات الكهفية cavernous malformations
يحدث التشوه في الأوعية الدموية في الدماغ نتيجة وجود مجموعة غير طبيعية من الشعيرات الدموية المتضخمة، ولكن لاتوجد شرايين أو أوردة مغذية مهمة، والضغط الدموي بداخل التشوه الكهفي منخفض، ولا يؤدي إلى انتقال كميات كبيرة من الدم. قد يحدث نزيف للمصاب ولكنه فالغالب لا يكون نزيف خطير، وغالبًا ما يعاني المصاب به من نوبات صرعية مقاومة للعلاج.
تشوه وريدي Venous malformation
وهنا يحدث الخلل في الأوردة فقط بدون شرايين مغذية، مع ضغط منخفض ونادرًا ما ينزف المريض، ولا يحتاج لأي تدخل علاجي عادة.
ورم وعائي Hemangioma
يحدث ذلك نتيجة تكون الأوعية الدموية غير الطبيعية الموجودة على سطح المخ، والجلد.
يحدث توسع في الشعيرات الدموية Capillary telangiectasia مع تضخم بعض المناطق (على غرار الورم الكهفي) ؛ الضغط في الأورام الوعائية منخفض جدًا ونادرًا مايحدث نزيف، ولا يحتاج لعلاج في المعتاد.
ناسور الجافية Dural fistula
وهو عبارة عن اتصال غير طبيعي بين الأوعية الدموية الموجودة في غطاء المخ “الأم الجافية” مسبباً مايعرف بناسور الأم الجافية. يحدث اتصال مباشر بين الشرايين والأوردة في الجيوب الوريدية. وتستنزف أوردة الدماغ إلى الجيوب الوريدية (مناطق في الجافية تمتلئ بالدماء) قبل مغادرة الجمجمة وانتقالها إلى القلب. توجد 3 أنواع مختلفة من ناسور الام الجافية، وتتمثل في:
- ناسور الجيوب الأنفية السباتي الكهفي: يحدث خلف العين مسبباً تورم في العين، وتشوش الرؤية واحمرار واحتقان في العين، ومن أشهر وأهم ارعاضه حدوث بروز نبضي للعين. قد يتسبب أيضاً في معاناة المريض من سماع الضوضاء أو الحفيف.
- الناسور الجيوب الأنفية السيني المستعرض: يحدث خلف الأذن ويتسبب في سماع الضجيج والتشويش النبضي باستمرار، ألم موضعي خلف الأذن ، وصداع، وألم في الرقبة.
- الجيوب الأنفية السهمي وناسور الجافية في فروة الرأس: يحدث في الجزء العلوي من الرأس مسبباً سماع الضوضاء، والصداع، والألم والصداع بالقرب من أعلى الرأس. قد تظهر بعض الأوعية الدموية البارزة على فروة الرأس وفوق الأذن.
تعد النواسير الجافية الشريانية الوريدية، والنواسير الكهفية السباتية (CCF) هي الأكثر شيوعًا.
أين يتكون التشوه الشرياني الوريدي الدماغي؟
يمكن أن تتكون التشوهات الشريانية الوريدية في أي مكان توجد فيه الشرايين والأوردة.
نجد التشوهات الشريانية الوريدية المخية على سطح الدماغ (وتسمى القشرية) ، أو في العمق (في المهاد، أو جذع الدماغ) ، داخل الجافية (الغطاء الواقي للدماغ).
كما قد تحدث التشوهات الشريانية الوريدية على سطح النخاع الشوكي (خارج النخاع)، أو داخل النخاع الشوكي (داخل النخاع)، وتقسم إلى 4 أنواع:
- الناسور الشرياني الوريدي الجافوي: يتميز بوجود وحدة تغذية شريانية واحدة، وتتسبب في ارتفاع ضغط الدم الوريدي.
- الكبيبة glomus: يتكون داخل النخاع ويتكون من نيدوس nidus مضغوط بإحكام فوق جزء قصير من الحبل الشوكي.
- juvenile: هو عبارة عن تشوه شرياني وريدي واسع النطاق يتكون من عدة أوعية دموية غير طبيعية داخل النخاع وخارج النخاع.
- نواسير شريانية وريدية: توجد داخل الجافية تتكون على سطح الحبل الشوكي.
مضاعفات التشوهات الشريانية الوريدية المخية
تحدث تلك المضاعفات عند تطور الحالة وعدم التدخل السريع، وتشمل:
نزيف في المخ
يتسبب التشوه في الضغط القوي على جدران الشرايين والأوردة المصابة ، مما يتسبب في ضعفها وبالتالي حدوث تمزق التشوه الشرياني الوريدي و الإصابة بنزيف في الدماغ يعرف بـ النزيف داخل المخ (ICH)، أو النزيف في الفراغ الموجود بين الدماغ والجمجمة، ويسمى النزف تحت العنكبوتية (SAH).
تتراوح نسبة حدوث ذلك النزيف ما بين 2-3% من الحالات سنوياً. وتزداد فرص حدوثه في أنواع معينة من التشوه الشرياني الوريدي عن الأنواع الأخرى، أو في حالة حدوث تمزق سابق للتشوه الشرياني الوريدي.
قد لا يتم اكتشاف بعض حالات النزيف التي لا تسبب تلفًا في الدماغ، ولا تتسبب في ظهور أعراض أو علامات للإصابة. ولكن على العكس من ذلك، قد تحدث نوبات نزيف تهدد حياة المريض.
تمثل التَشوّهات الشريانية الوريدية المخية حوالي 2٪ من حالات السكتات الدماغية النزفية سنوياً. و غالبًا ما تكون السبب الرئيسي في حالات النزيف في المخ عند الأطفال والشباب.
انخفاض نسبة الأكسجين في المخ
يحدث ذلك نتيجة عدم مرور الدم في شبكة الشعيرات والأوعية الدموية. ولكن ويتدفق مباشرة من الشرايين إلى الأوردة مندفعاً بسرعة في تلك المسارات المتغيرة وعدم تعرضه للتباطؤ في قنوات الأوعية الدموية الأصغر.
لذلك لا تستطيع أنسجة المخ امتصاص الأكسجين بسهولة من الدم بسبب سرعة تدفقه. وبالتالي تضعف تلك الأنسجة أو تموت نتيجة عدم حصولها على كمية كافية من الأكسجين. يتسبب ذلك في ظهور بعض الأعراض تتشابه مع أعراض السكتة الدماغية ، مثل صعوبة الكلام، الضعف و التنميل، أو فقد البصر، وفقدان الاتزان.
ضعف وترقق الأوعية الدموية
يضغط التشوه الشرياني الوريدي على الجدران الأوعية الدموية بشدة، مما يؤدي إلى انتفاخ وتمدد جدار الأوعية الدموية، وتعرضها للتمزق.
تلف الدماغ
يتسبب ذلك التشوه في قيام الجسم باستخدام المزيد من الشرايين لتزويده بالدم سريع التدفق في الدماغ. وبالتالي، تزيد التشوهات الشريانية الوريدية المخية، وتؤدي إلى زيادة الضغط على أجزاء من الدماغ. يتسبب ذلك في منع تدفق السوائل الواقية حول نصفي الكرة المخية وتراكمها، مسبباً دفع أنسجة المخ إلى أعلى ضد الجمجمة. يؤدي ذلك إلى تلف الأنسجة، وموت الخلايا العصبية.
فشل في القلب
نظراً لأن تلك التشوهات حساسة جداً للهرمونات وتتسبب في حدوث بعض التغيرات الهرمونية، مما يزيد من حجمها وتدفقها استجابة لتلك التغيرات وخاصة أثناء فترة المراهقة أو الحمل عند النساء مما يؤدي إلى حدوث بعض التغيرات القلبية الوعائية الخطيرة المرتبطة بالحمل،. تزيد تلك التغيرات من خطر الإصابة بفشل القلب بسبب تشوهات الأوعية الدموية.
تشخيص التشوه الشرياني الوريدي المخي
يعتمد التشخيص بشكل مبدئي على مراجعة الأعراض التي يعاني منها المريض، وإجراء الفحص البدني عليه. يتم إجراء
اختبار واحد أو أكثر للتشخيص، وتحديد مواقع التشوه، وحجمه، ونوعه، واحتمالات مشاركته في الهياكل الأخرى. يتم التشخيص من خلال أخصائي الأشعة العصبية عن طريق تصوير الدماغ والجهاز العصبي. وتتمثل تلك الاختبارات التشخيصية في:
تصوير الشرايين الدماغية Cerebral angiography
يعد الاختبار الأكثر تفصيلاً في تشخيص التشوهات الشريانية الوريدية المخية ويعرف أيضاً بتصوير الأوعية الدموية في الدماغ. يحدد ذلك التصوير موقع وخصائص الشرايين المغذية و الأوردة الصارفة للدم. وله أسماء أخرى مثل القسطرة التشخيصية على المخ. أو قسطرة المخ الاستكشافية.
في هذا الاختبار، يتم إدخال أنبوب رفيع وطويل (قسطرة) في شريان في الفخذ أو المعصم ويتم توجيهه إلى الدماغ باستخدام الأشعة السينية. يتم حقن صبغة في الأوعية الدموية في الدماغ لجعلها مرئية تحت الأشعة السينية.
يقوم دكتور أحمد الغيطي بإجراء القسطرة التشخيصية لأي حالة تعاني من نزيف بالمخ قبل سن أربعون عاما وعدم وجود تاريخ مرضي. كما يرى دكتور أحمد الغيطي أن القسطرة التشخيصية هي أدق الفحوصات على الإطلاق لأمراض الأوعية الدموية المخية. حيث تعطي انطباع ديناميكي عن سريان الدم بداخل المخ, وليس فقط صورة ثابتة للأوعية الدموية.
أشعة مقطعية على المخ Computerized tomography (CT) scan
يتم عن طريق استخدام الأشعة السينية لتعطي صورة مفصلة تشريحية داخل وحول الدماغ. كما تتوفر حديثاً تقنية تسمى تصوير الأوعية المقطعية المحوسبة CT angiography والتي تصور مجرى الدم في شرايين الدماغ، ويقدم صور أفضل للأوعية الدموية من خلال تصوير الأوعية والأنسجة الرخوة في المخ.
في بعض الحالات، يتم حقن صبغة من خلال أنبوب وريدي لعمل الفحص، والتي تسمح برؤية الشرايين المغذية للتشوهات، والأوردة التي تستنزفها بشكل مفصل.
وتعد من الفحوصات السريعة منخفضة المضاعفات.
اقرأ أيضًا: اعراض مرض السرطان في الراس
تصوير الرنين المغناطيسي Magnetic resonance imaging (MRI)
يوفر ذلك النوع من التصوير معلومات دقيقة حول موقع التشوهات الشريانية الوريدية المخية، وما قد تسببه من نزيف في المخ. قد يتم استخدام حقن الصبغة لتحديد تفاصيل الدورة الدموية في الدماغ من خلال تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي.
يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر حساسية ودقة من التصوير المقطعي المحوسب CT Scan، حيث يقوم بتوضيح التغييرات الدقيقة في أنسجة المخ والمرتبطة بالتشوه. يتم ذلك باستخدام موجات مغناطيسية قوية، وموجات راديو تعطي صور مفصلة للدماغ.
الموجات فوق الصوتية دوبلر عبر الجمجمة
تستخدم الموجات الصوتية في تحديد سرعة التدفق الدموي عبر الدماغ.
نظرًا لعدم وجود أعراض في العديد من حالات التشوه الشرياني الوريدي، قد يتم اكتشاف الحالة أثناء اختبارات التصوير للحالات الأخرى مثل الإصابات، أو الصداع، أو النزيف.
علاج التشوهات الشريانية الوريدية المخية (AVM)
توجد عدة خيارات للعلاج اعتمادا على العمر، والحالة الصحية للمريض، وحجم وموقع التشوهات الشريانية الوريدية في الدماغ، ومخاطر تمزق التشوه، وجميعها تهدف إلى السيطرة على النوبات، المضاعفات العصبية الناتجة عن الإصابة، تقليل النزيف، أو التخلص منه نهائيًا.
قد يتم استخدام الأدوية لعلاج الأعراض الناتجة عن الإصابة مثل مسكنات الصداع والألم أو الأدوية المضادة للتشنج لعلاج النوبات، ولكن تمثل الجراحة الحل الأمثل والأكثر شيوعاً في علاج التشوه، وتتمثل خيارات الجراحة في:
الاستئصال الجراحي للتشوه الشرياني الوريدي (resection)
يرى دكتور أحمد الغيطي استشاري جراحة المخ والأعصاب والاوعية الدموية المخية أن التشوهات الشريانية الوريدية التي يمكن استئصالها جراحيا وخصوصا الصغيرة أو السطحية هي أكثر انواع التشوهات الشريانية الوريدية المخية سهولة في العلاج.
ويوصى بإجراء الجراحة لإزالة التشوه الشرياني الوريدي في حالة حدوث نزيف، أو كان ذلك التشوه في منطقة يسهل الوصول إليها بشكل يسهل إزالته مع احتمالات بسيطة لحدوث مضاعفات مثل النوبات أو النزيف. وتعتبر الجراحة لاستئصال التشوه الشرياني الوريدي حل نهائي وفعال.
تتم الجراحة عن طريق إزالة جزء من الجمجمة، ويقوم الجراح بعدها باستخدام مجهر عالي الطاقة لإغلاق التشوه بواسطة مقاطع خاصة وإزالته من أنسجة المخ المحيطة. يعيد دكتور احمد الغيطي ربط عظام الجمجمة وإغلاق الجزء المفتوح في فروة الرأس.
في حالة وجود التشوهات الشريانية الوريدية في مناطق أعمق من الدماغ، يفضل اختيار وسيلة أخرى للعلاج، ينتج عنها مضاعفات أقل. أو عن طريق اجراء التدخل الجراحي بعد غلق التشوه الشرياني الوريدي جزئيا بالقسطرة المخية.
اقرأ أيضًا: جلطة المخ بسبب ضيق الشريان السباتي
إصمام الأوعية الدموية Endovascular embolization
ويعرف أيضا بغلق التشوه الشرياني الوريدي بالقسطرة العلاجية. وتستخدم تلك الطريقة لتقليل الأعراض المتشابهة مع أعراض السكتة الدماغية من خلال إعادة توجيه الدم إلى أنسجة المخ. يعد إصمام الأوعية الدموية أقل تدخلا من الجراحة التقليدية. وبالرغم من إمكانية اللجوء إليها بمفردها، إلا أنه عادة ما يستخدم قبل الجراحات الأخرى لزيادة درجة الأمان، حيث يعمل على تقليل حجم التشوه الشرياني الوريدي في الدماغ، وبالتالي تقليل خطر حدوث نزيف.
ويقوم دكتور أحمد الغيطي استشاري القسطرة المخية التداخلية بعلاج تلك الحالات عن طريق إدخال قسطرة مرشدة في أحد الشرايين مثل الفخذ أو الرسغ، وتمريرها إلى الدماغ عبر الأوعية الدموية باستخدام التصوير بالأشعة السينية. ثم يقوم بالدخول بأسلاك متناهية الدقة وقساطر مخية متناهية الدقة. ليتم توصيل القسطرة بأحد الشرايين المغذية للدماغ بالتشوه الشرياني الوريدي، ثم يتم بحقن عامل الانصمام بمادة تشبه الغراء وتسمى مادة الأونكس لسد الشريان وتقليل التدفق الدموي الذي يصل إلى التشوه الشرياني الوريدي. وبالتالي تقليل مخاطر حدوث نزيف.
الجراحة الإشعاعية التجسيمية Stereotactic radiosurgery (SRS)
يعد العلاج الإشعاعي هو الاختيار الأنسب في الحالات الصغيرة العميقة التي يصعب إزالتها بالاستئصال الجراحي، وعدم إصابتها بالنزيف. يتم ذلك عن طريق توجيه حزم الإشعاع المركز بدقة لتدمير التشوه الشرياني الوريدي بدون التسبب في حدوث أية جروح في الجسم عن طريق تدمير الأوعية الدموية وحدوث بعض الندبات بها. يليها حدوث تجلط لتلك الأوعية المتندبة في التشوه الشرياني الوريدي ببطء خلال 1 إلى 3 سنوات بعد العلاج. وهي أحد أنواع العلاج الإشعاعي.
بعد الجراحة، يتم إخضاع المريض لفحص الدماغ للتأكد من إزالة التشوه الشرياني الوريدي وتدميره تمامًا، بجانب الخضوع إلى إعادة التأهيل على المدى القصير.
أما في حالة العلاج الإشعاعي،يتم إجراء الفحوصات من وقت لآخر للتأكد من تقلص التشوه الشرياني الوريدي.
حالياً، يتم تقييم بعض الابتكارات الحديثة في تكنولوجيا التصوير، مثل التصوير ثلاثي الأبعاد ورسم خرائط مجرى المخ والتصوير الوظيفي بهدف تصوير أكثر دقة لتدفق الدم في الدماغ. ينتج عن ذلك تحسين إجراء الجراحات بشكل أدق، إزالة التشوه الشرياني الوريدي في الدماغ ، مع الحفاظ على الأوعية الدموية المحيطة.
الخلاصة
حالات التشوهات الشريانية الوريدية المخية من حالات المرافقة للمريض منذ الولادة، والتي تعد من الحالات صعبة التشخيص والاكتشاف لاحتمالات وجودها بدون أعراض توضح الإصابة بها. لذلك عند ظهور أحد الأعراض يجب اللجوء إلى الطبيب المختص فوراً وتلقي الرعاية الطبية اللازمة للعلاج عن طريق التشخيص الصحيح للحالة، وبالتالي الاختيار الأنسب لطريقة العلاج المناسبة للحالة.
مراجع داخلية: القسطرة المخية.
أفضل دكتور لعلاج التشوه الشرياني الوريدي المخي
أفضل وأحسن دكتور مخ وأعصاب يقوم بعلاج التشوه الشرياني الوريدي المخي هو جراح المخ والأعصاب الذي تدرب على فروع جراحات المخ والأعصاب متناهية الدقة والميكروسكوبية.
سواء باستخدام الميكروسكوب الجراحي أو باستخدام منظار المخ أو باستخدام القسطرة المخية التداخلية.
كما يجب أن يكون متمكنا من دراسة التاريخ المرضي للحالة بدقة والتأكد من نوع التشوه الشرياني الوريدي المخي ودرجته الموجود لدى المريض.
ويقوم دكتور أحمد الغيطي باجراء كافة طرق علاج التشوه الشرياني الوريدي المخي سواء جراحيا أو عن طريق القسطرة المخية التداخلية. ويعتبر دكتور أحمد الغيطي أحد الأطباء القلائل في الوطن العربي الذين يستطيعون القيام بكل تلك الأنواع من التدخلات الجراحية أو بالقسطرة فيما يسمى ب (Hybrid neurosurgeon). وهو ما يعطيه أفضلية في تحديد الخيار العلاجي الأنسب للمريض.
اقرأ أيضا: (مصادر)
- جراحات الأوعية الدموية المخية والقسطرة المخية التداخلية
- توسيع الشريان السباتي جراحيا
- مرض ضيق الشريان السباتي
- علاج يذيب جلطة المخ
- علاج جلطة المخ بالقسطرة
- ما هي أسباب جلطة المخ (أسباب السكتة الدماغية)؟
- تكلفة عملية قسطرة المخ في مصر
دكتور أحمد الغيطي
- استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
- استشاري جراحة ألمخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
- دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
- زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
- الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707