ترتفع نسبة شفاء جلطة المخ في وقتنا الحالي مع ما يشهده المجال الطبي من تطورات عملاقة
فهناك الملايين من الأشخاص الذي أصيبوا بهذه الجلطة سابقًا وتمكنوا من التعافي منها أو حتى التأقلم مع آثاراها
فلم يعد من الضروري انتهاء الجلطة بالوفاة.
كل ذلك سنناقشه في هذا المقال من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.
جدول المحتويات
شفاء جلطة المخ
من الجدير بالذكر أن نسبة شفاء جلطة المخ مرتفعة للغاية؛ ولكنها في بعض الحالات قد تحتاج لوقت ليس بالقصير
كما أن الآثار التي تُخلِفها الجلطة تختلف كثيرًا بين حالة وأخرى وَفقًا للعديد من العوامل التي من أهمها ما يأتي:
- شدة الجلطة التي عانى منها المريض.
- المنطقة التي أصابتها الجلطة بشكل مباشر أو غير مباشر.
- الصحة العامة التي يكون عليها الشخص عند إصابته بالجلطة.
- سرعة الاستجابة بالتدخلات العلاجية الطارئة فور ظهور أعراض الجلطة على المريض.
كما ذكرنا بالأعلى: يمكن أن يستغرق الشفاء من الجلطة وقتًا ليس بالقصير
فمن الممكن أن يشفى المريض في خلال أسابيع، أو شهور، وقد يستمر الأمر ليستغرق سنين.
من الممكن في بعض الحالات أن يشفى المريض من الجلطة ولكنها تُخلِف بعض الآثار الضارة التي تستمر معه طوال حياته
ويكون مطالَبًا بالتأقلم معها؛ ولكن ذلك لا ينفي تمكُّن بعض الحالات من الشفاء بشكل كامل.
في جميع الحالات، يتطلب الأمر من المريض اتباع بعض الممارَسات والتغيرات في حياته سواء من الناحية الجسدية أو الاجتماعية أو العاطفية
وذلك للمساعَدة في تسريع التعافي منها، إلى جانب العمل على الوقاية من تكرارها في أي وقت لاحق.
نسبة شفاء جلطة المخ
من الجدير بالذكر أن هناك العديد من الإحصاءات التي تم إجراؤها على ملايين الأشخاص الذي عانوا من هذه الجلطة
واستطاعوا من خلالها جمع بعض الأرقام التي توضح نسبة شفاء جلطة المخ في مختلف المرضى، وأتت الأرقام كالآتي:
بالنسبة للمرضى الذين تمكنوا من التعافي بشكل شبه كامل من هذه الجلطة
فقد بلغت نسبتهم 10 بالمائة من العدد الكلي للمرضى.
بالنسبة للمرضى الذين تمكنوا من التعافي بشكل شبه كامل مع وجود بعض الآثار السلبية البسيطة
فقد بلغت نسبتهم 25 بالمائة من العدد الكلي للمرضى.
أما بالنسبة للمرضى الذين تمكنوا من التعافي بدرجة كبيرة مع وجود بعض الآثار السلبية التي تتراوح بين متوسطة وكبيرة
تحتاج لرعاية خاصة فيما بعد، فقد بلغت نسبتهم 40 بالمائة من العدد الكلي للمرضى.
بالنسبة للمرضى الذين احتاجوا إلى رعاية خاصة بعد الجلطة إلى نهاية العمر،
فقد بلغت نسبتهم 10 بالمائة من العدد الكلي للمرضى.
النسبة المتبقية من العدد الكلي للمرضى (15 بالمائة) هم من توفوا بعد فترة قصيرة من تعرضهم للجلطة.
يجب الانتباه هنا إلى أن نسبة المرضى الذي تضرروا من الجلطة أو توفوا منها كانت هناك العديد من الممارَسات التي ساهمت
في ذلك، مثل: الغفلة عن الأعراض المبكرة، وتأخر التدخل العلاجي الطارئ، وغير ذلك.
علامات شفاء جلطة المخ
بعد توضيح أهم ما يخص نسبة شفاء جلطة المخ وَفقًا لما تم إجراؤه من إحصاءات في هذا الصدد، ننتقل الآن لتوضيح بعض علامات الشفاء من هذه المشكلة المرضية.
للتأكد من سريان عملية الشفاء بعد الجلطة بصورة جيدة يحتاج الأمر للمتابَعة المستمرة، إلى جانب الفحوصات الدورية الضرورية
ولكن ذلك لا ينفي إمكانية وجود بعض العلامات التي عند ظهورها يمكن التنبؤ بسريان عملية الشفاء
وفيما يأتي توضيح لبعض هذه العلامات
التي من خلالها نستطيع أدراك شفاء المريض من جلطه المخ ومعرفه سريان عمليه الشفاء ومتابعتها والاطمئنان على حاله المريض من خلالها
اقرأ أيضًأ: استئصال ورم عميق في بطينات المخ
التحسن بمعدل سريع خلال أول ثلاثة أشهر
عندما تسير عملية الشفاء من جلطة بشكل طبيعي، فإنه يلاحَظ ظهور تحسن بدرجة كبيرة في وظائف جسم المريض، وذلك خلال أول ثلاثة أشهر فقط.
من الممكن أن يقتصر التحسن السريع على أول ثلاثة أشهر ثم يدخل في مرحلة من الثبات أو حتى يظل مستمرًّا ولكن بمعدل بسيط، ولكنه أمر لا يستدعي القلق، وليس بالضرورة أن يقلل من نسبة شفاء جلطة المخ.
الاستقلالية
في بعض حالات جلطات المخ، يلاحَظ أن المريضَ بدأ في القيام بكافة نشاطاته اليومية المعتادة بنفسه دون الاعتماد على أي شخص من المحيطين به على عكس ما كان يحدث في أول فترة بعد علاج الجلطة، وهي من العلامات الدالة على زيادة نسبة شفاء جلطة المخ.
وضع الساق على الساق
في حال إذا تمكن مريض جلطة المخ من الجلوس في وضعية معينة ووضع إحدى ساقيه على الساق الأخرى في خلال النصف الأول من الشهر الذي يلي علاج الجلطة، فإنها علامة جيدة للغاية تدل على سير عملية الشفاء من الجلطة بشكل جيد جدًّا.
يتم اعتبار هذه الوضعية في بعض الأحيان إحدى العلامات الفارقة الدالة على ارتفاع نسبة شفاء جلطة المخ لدى المريض.
ارتعاش العضلات
من الوارد جدًّا أن تتسبب جلطة المخ في التأثير على المناطق العصبية المسؤولة عن التحكم بحركة عضلات الجسم المختلفة؛ ما يتسبب بعد ذلك في دخول العضلات في حالة من التشنج والتيبس التي تجعلها غير قادرة على الحركة أو المرونة.
في مثل هذه الحالات، قد يلاحَظ أن المريض يبدأ ظهور الارتعاش في مختلف عضلات جسمه التي كانت متأثرة بالجلطة، ويمكن اعتبار هذا الارتعاش علامة إيجابية على سير عملية الشفاء والتعافي بشكل سليم.
النوم والإجهاد
بعد أن يتعرض المخ للجلطة التي تؤثر على خلاياه، وبعد التخلص من هذه الجلطة، تسعى خلايا المخ إلى الشفاء مما قد أخلفته الجلطة من آثار ضارة.
يظهر ذلك السعي في صورة إجهاد أو نوم كثير؛ نظرًا للمجهودات التي تقوم خلايا المخ ببذلها من أجل التعافي بشكل كامل، وكذلك الطاقة التي تفقدها في سبيل تحقيق الهدف ذاته.
مما سبق نستنتج أن النوم والإجهاد -سواء كان جسديًّا أو عقليًّا- ليس بالضرورة أن يكون مؤشرًا سلبيًّا؛ بل من الوارد جدًّا أن يكون دليلاً على ارتفاع نسبة شفاء جلطة المخ.
من الجيد هنا بالنسبة لك أن تحرص على أخذ كفايتك من النوم كلما كان جسمك متجوعًا له؛ ولكن يجب الانتباه إلى جعل النوم بحدود، كأن ينام المريض نهارًا بشرط ألا يكون ذلك سببًا في جعله غير قادر على النوم خلال فترات الليل التي يحتاج فيها الجسم للنوم بشكل أكبر من النهار.
كل ذلك يمكن التعرف عليه أكثر إذا حرص المريض على المتابعة المستمرة والزيارات الدورية للطبيب المتابِع لحالته؛ للتأكد من سير الأمر بشكل طبيعي دون وجود أي تنبيهاتِ خطر؛ فقد يكون الإجهاد المستمر دليلاً على وجود خطأ ما.
اقرأ أيضًأ: أورام قاع الجمجمة
هل يستعيد المخ عافيته بعد الجلطة الدماغية؟
من الطبيعي أن تؤثر الجلطة الدماغية على المخ من جهات مختلفة؛ ولكن كثيرًا ما يشفى المخ بعد التخلص من الجلطة حتى لو بشكل غير كامل؛ فهناك آثار تحدث في خلايا المخ نفسها لا يمكن استعادتها، وهناك آثار أخرى يمكن استعادتها بصورة تدريجية خلال فترة إعادة التأهيل.
إلى هنا نكون قد انتهينا من توضيحنا لأهم التفاصيل التي تخص نسبة شفاء جلطة المخ.. حيث تحدثنا في البداية عن عملية الشفاء من هذه الحالة المَرضية بصورة عامة، ثم انتقلنا للحديث عن أهم الإحصاءات في هذا الصدد.
انتقلنا بعد ذلك للحديث عن أهم العلامات التي يمكن ملاحَظتها على المريض وتدل على سريان شفائه بشكل سليم، إلى جانب الإجابة على أحد الأسئلة المطروحة كثيرًا في هذا الموضوع.
مراجع داخلية:
الأسئلة الشائعة
من الطبيعي أن تؤثر الجلطة الدماغية على المخ من جهات مختلفة؛ ولكن كثيرًا ما يشفى المخ بعد التخلص من الجلطة حتى لو بشكل غير كامل؛ فهناك آثار تحدث في خلايا المخ نفسها لا يمكن استعادتها، وهناك آثار أخرى يمكن استعادتها بصورة تدريجية خلال فترة إعادة التأهيل.
دكتور أحمد الغيطى
- استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
- استشاري جراحة المخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
- دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
- زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
- الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
- رئيس قسم القسطرة المخية التداخلية – مستشفى 15 مايو النموذجي
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707
