في ظل بحث العديد من المرضى عن علاج مرض الباركنسون نهائيا، إلا أنه يعد من الأمراض المزمنة التقدمية وتتسبب في العديد من الاضطرابات الجسدية والعقلية بمرور الوقت.
لذلك، تهدف العلاجات المتاحة إلى حصر تطور الحالة، وتخفيف الأعراض، والمساعدة في تحسين حياة المريض.
سوف نذكر كل ذلك بالتفصيل من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.
جدول المحتويات
علاج مرض الباركنسون نهائيا
في حقيقة الأمر، لا يوجد علاج نهائي لحالات باركنسون أو الشلل الرعاش، ولكن تساعد أنواع العلاج المتوفرة حالياً في إدارة الأعراض، والتحكم في تطور حالة المريض، والتعايش مع المرض.
عادة لا يحتاج المريض إلى العلاج في المراحل المبكرة من المرض، حيث تكون أعراض المرض خفيفة وغير مزعجة بشكل كبير للمريض.
ولكن يكتفي المريض في تلك المرحلة بمراقبة الحالة، والتعامل معها وفقاً لإرشادات الطبيب المختص.
تختلف أنواع العلاج المستخدمة من شخص لآخر، بناءً على الأعراض، ومدى الاستجابة للعلاج.
ولكن تظل الأدوية هي الوسيلة الأساسية في علاج مرض باركنسون والتعامل معه.
اقرأ أيضًا: حالات شفيت من مرض باركنسون
الأدوية
في ظل أمل المريض في علاج مرض الباركنسون نهائياً بالأدوية، إلا أنها تعمل بطريقتين، أما علاج مباشر يستهدف المرض نفسه أو أدوية تختص بعلاج أعراض المرض. ومن أمثلة أدوية علاج مرض باركنسون:
ليفودوبا
عادة ما يكون هذا الدواء فعالاً في علاج معظم حالات باركنسون لتحسين مشاكل الحركة التي يعاني منها المريض بسبب المرض.
يعمل الدواء عن طريق زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ، حيث يتم امتصاصه عن طريق الخلايا العصبية في الدماغ وتحويله إلى مادة الدوبامين المسؤولة عن نقل الرسائل بين مناطق معينة في الدماغ والأعصاب المتحكمة في الحركة.
ولكن في حالة عدم الاستجابة، معناها أن المريض مصاب بشكل آخر من الشلل الرعاش.
تقل فاعلية دواء ليفودوبا مع الاستمرارية في الاستخدام لفترة طويلة، واحتمال ظهور بعض الأعراض الجانبية للدواء على المريض، الدوخة والتعب.
غالباً ما يتم دمج دواء الليفودوبا مع بنسيرازيد أو كاربيدوبا، لزيادة فاعلية الدواء، وتقليل الآثار الجانبية الناتجة عنه.
يستخدم دواء ليفودوبا في البداية بجرعات صغيرة جدًا تزيد تدريجياً حتى يظهر تأثيرها في العلاج وتحسن الأعراض بشكل ملحوظ.
ولكن على المدى الطويل من الاستخدام، وفقدان المزيد من الخلايا العصبية في الدماغ الناتج عن المرض و يقلل من امتصاص الدواء.
لذلك، يحتاج المريض إلى زيادة الجرعة من حينٍ لآخر.
يتسبب تناول عقار الليفودوبا على المدى الطويل ايضاً في التشنجات العضلية، وخلل في الحركة، وتأثيرات “التشغيل والإيقاف”، حيث يتحول الشخص ما بين قدرته على الحركة (التشغيل)، ثم صعوبة الحركة (الإيقاف).
بالنسبة للمرضى في مراحل المرض المتأخرة والذين يعانون من حركات لاإرادية، قد يلجأ الطبيب لاستخدام نوع مختلف من الليفودوبا يسمى كو-كاريلدوبا، عن طريق ضخه باستمرار إلى الأمعاء بواسطة أنبوب يتم إدخاله في جدار البطن، ومتصل بمضخة خارجية يحملها المريض.
مثبطات استقلاب الليفودوبا
تستخدم تلك الأدوية لإبطاء خروج ليفودوبا من الجسم، والعمل على استمرار مفعوله في الجسم لفترة أطول.
عادة ما تستخدم تلك الفئة من الأدوية مع المواظبة على استخدام ليفودوبا لفترة طويلة وقلة فاعليتها.
ولكن يجب أن يتم استخدامها بحذر لما تملكه من تأثيرات سامة قد تؤدي إلى تلف الكبد
منبهات الدوبامين
مثل براميبيكسول، وروتيغوتين، وتقوم تلك الفئة بمحاكاة تأثير الدوبامين في الدماغ من خلال الالتصاق بالخلايا العصبية والقيام بنفس عمل الناقل العصبي دوبامين لنقل الإشارات بين اجزاء الدماغ والأعصاب.
تعمل منبهات الدوبامين بشكل أخف من الليفودوبا، لذلك تستخدم مع المرضى الأصغر سناً، لتأجيل اللجوء إلى ليفودوبا في العلاج.
في بعض الأحيان تستخدم منبهات الدوبامين إلى جانب ليفودوبا لتقليل الجرعة المستخدمة.
قد ينتج عن منبهات الدوبامين بعض الآثار الجانبية، مثل الدوخة، والتعب، والنعاس واحتمال الإصابة بالهلاوس والارتباك مع بعض المرضى خاصة كبار السن.
كما ترتبط أيضاً مع بعض الحالات عند استخدامها بجرعات عالية بتزايد السلوكيات القهرية، مثل القمار او الجنس أو التسوق القهري.
كما هو الحال مع ليفودوبا، تستخدم منبهات الدوبامين بجرعات قليلة، مع مراعات زيادتها تدريجيا على مدى أسابيع حتى تستقر الحالة.
قد يتم حقن نوع معين من منبهات الدوبامين أبومورفين تحت الجلد بمعدل حقنة واحدة عند الحاجة، او عن طريق التسريب المستمر من خلال مضخة.
اقرا أيضًا: أسباب مرض باركنسون
مثبطات مونوامين أوكسيديز-B
تشمل السيليجيلين والراساجلين، وتستخدم كبديل لدواء ليفودوبا في علاج مرض باركنسون.
تعمل MAO-B من خلال تثبيط تأثير الإنزيم في تكسير الدوبامين، وبالتالي يؤدي إلى زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ.
وبالرغم من إنها لاتعد علاج مرض الباركنسون نهائيا، إلا أنها تساهم في تحسين الأعراض بدون آثار جانبية كبيرة مقارنة بالليفودوبا.
كما يمكن استخدامها إلى جانب الليفودوبا ومنبهات الدوبامين في المراحل اللاحقة من مرض باركنسون.
قد ينتج عن مثبطات مونوامين أوكسيديز-B بعض الآثار الجانبية، مثل اضطرابات المعدة، والصداع، وارتفاع او انخفاض ضغط الدم
مثبطات الكاتيكول-O- ميثيل ترانسفيراز COMT
الإنتاكابون، والأوبيكابون غالباً ما يتم وصفها في المراحل المتأخرة من مرض باركنسون.
وتعمل على منع تحلل الليفودوبا بواسطة إنزيم COMT. ولكن قد تتسبب في المغص، والإسهال، والسعور بالتعب.
حاصرات استقلاب الدوبامين
تقوم بمنع الجسم من تحطيم الناقل العصبي دوبامين، وبالتالي الحفاظ على ككمية كافية منه في الدماغ للقيام بوظائفه في إرسال الرسائل إلى اعصاب الحركة. تفيد تلك الأدوية في علاج المراحل المبكرة من المرض.
واحياناً يتم دمجها مع الليفودوبا في المراحل اللاحقة من مرض باركنسون.
الجراحة
بالرغم من الاعتماد على الأدوية في علاج مرض باركنسون، إلا أن بعض الحالات تتطلب إجراء جراحة معينة تعرف بالتحفيز العميق في الدماغ لإصلاح الخلل الدماغي الناتج عن مرض باركنسون، وإن كانت لا تعتبر علاج مرض الباركنسون نهائيا إلا أنها تعمل على تخفيف الأعراض.
التحفيز العميق للدماغ
يتم تحفيز الدماغ بواسطة جهاز يعمل كمولد للنبضات يتم زرعه في جدار الصدر، ويكون موصلا بسلك رفيع تحت الجلد.
ويتم إدخاله بدقة في مناطق محددة في الدماغ.
يقوم الجهاز بتوصيل تيار كهربائي خفيف إلى المناطق المتضررة في الدماغ، ويقوم بتحفيزها.
ويتم اللجوء إليه في المراحل اللاحقة للمرض، عدم تقل فاعلية ليفودوبا أو عدم استجابة الأعراض للأدوية.
العلاجات التجريبية الأخرى
توفرت في الآونة الأخيرة بعض العلاجات التي تساعد في العلاج، وبالرغم من أنها لا تقوم بعلاج مرض الباركنسون نهائيا إلا أنها قدمت بعض الأمل للمرضى في العلاج وتحسن الأعراض، وتشمل:
- زرع الخلايا الجذعية: لإضافة خلايا عصبية جديدة بدلاً من التالفة لاستخدام المزيد من الدوبامين في الدماغ.
- إصلاح الخلايا العصبية: تساعد في إصلاح الخلايا العصبية التالفة، وتساهم في تكوين خلايا عصبية جديدة.
- العلاجات الجينية: تقوم باستهداف الطفرات الجينية المسببة لمرض باركنسون. كما تعزز فعالية الليفودوبا أو العلاجات الأخرى.
- العلاجات المتقدمة: وتشمل استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للسيطرة على الرعاش، عن كريق استخدامه لتسليط الموجات فوق الصوتية عالية الحرارة إلى المنطقة في الدماغ التي يبدأ عندها الرعاش وحرقها.
اقرأ أيضًا: أعراض الشلل الرعاش المبكرة
علاج أعراض مرض باركنسون الإضافية
بالإضافة إلى مشاكل الحركة الرئيسية الناتجة عن المرض، يتسبب باركنسون في ظهور مجموعة أخرى من الأعراض تتطلب استخدام العلاج المناسب، وتشمل:
- الاكتئاب والقلق.
- ضعف الانتصاب.
- الأرق، واضطرابات النوم.
- التعرق الزائد.
- عسر البلع.
- سيلان اللعاب المفرط.
- سلس البول.
- الخرف.
العلاج الطبيعي
يوفر الدعم اللازم لمرضى باركنسون كـ علاج مرض الباركنسون نهائيا، بهدف التعايش مع المرض وتحسين الأعراض، خاصة التخفيف من تصلب العضلات وآلام المفاصل.
يساعد العلاج الطبيعي في تحسين المرونة، وبالتالي تحسن حركة المريض من خلال زيادة اللياقة البدنية، وقدرة المريض على التحكم في الأعراض وإدارتها.
العلاج بالممارسة
حيث يقوم المعالج المهني بتحديد الصعوبات التي تواجه المريض، مثل صعوبة الحركة او ارتداء الملابس، أو الخروج للتمشي او شراء الطلبات.
وبالتالي تحديد كيفية التعامل معها. والتأكد من توفير جميع السبل التي تساعد المريض في تقضية متطلباته بنفسه، والحفاظ على الاستقلالية.
علاج النطق
يتسبب مرض باركنسون في كثير من الحالات في صعوبة البلع والكلام، لذلك يجب اللجوء إلى متخصص في علاج النطق واللغة لتحسين الوضع من خلال إجراء تمارين محددة تخص البلع والكلام.
نظام غذائي صحي
يجب ان يحرص المريض على اتباع نظام غذائي مناسب، ويساعد في تحسين الأعراض، ويشمل ذلك:
- شرب كمية كافية من السوائل.
- زيادة كمية الألياف الغذائية، لتجنب الإصابة بالإمساك.
- زيادة الملح في الطعام، لتجنب انخفاض ضغط الدم.
- تناول كميات كافية من الطعام على شكل وجبات صغيرة متكررة لتجنب فقدان الوزن.
وفي النهاية، إذا كان علاج مرض الباركنسون نهائيا أنرا مستحيلاً في الوقت الحالي، إلا أن العلاجات السابقة تساهم بشكل كبير في العلاج وتقليل أعراض المرض وتحسين الحركة. لذلك يجب الذهاب إلى الطبيب في المراحل المبكرة من المرض والبدء في العلاج.
مراجع داخلية:
الأسئلة الشائعة
ليفودوبا.
مثبطات استقلاب الليفودوبا.
منبهات الدوبامين.
مثبطات مونوامين أوكسيديز-B.
مثبطات الكاتيكول-O- ميثيل ترانسفيراز COMT.
حاصرات استقلاب الدوبامين.
دكتور أحمد الغيطي
- استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
- استشاري جراحة ألمخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
- دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
- زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
- الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)
تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا
للاستفسارات والحجز
عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707