دكتور أحمد الغيطي - دكتور مخ و أعصاب
ألم العصب الخامس

ألم العصب الخامس: أسبابه، محفزاته، ومضاعفاته وطرق التعامل مع نوباته

يعد ألم العصب الخامس من أشد الآلام المفاجئة التي تهاجم الوجه بشكل غير متوقع يستمر لدقائق ثم يتوقف وعادة يؤثر على جانب واحد من الوجه وخاصة الجزء السفلي نتيجة التعرض لبعض المؤثرات المحفزة لالتهاب العصب التي تصيب العصب بضربات كهربائية شديدة.

لذلك سوف نتحدث عن كل ما يتعلق بالتهاب العصب الخامس والأعراض الناتجة عنه وكيفية علاجه. سوف نذكر كل ذلك بالتفصيل من خلال موقع دكتور أحمد الغيطي.

ألم العصب الخامس  Trigeminal Neuralgia

يعرف ألم العصب الخامس ألم العصب الثلاثي التوائم المسئول عن نقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ مثل الإحساس بالألم واللمس والحرارة، والذي يبدأ من أعلى الأذن ثم ينقسم إلى عصب باتجاه العين والآخر باتجاه الخد ثم الفك والذي يعرف عصب الفك السفلي والذي يساعد في الوظائف الحركية مثل المضغ والبلع.

ويوفر كل فرع الإحساس في منطقة معينة للوجه لذلك يختلف مكان الألم باختلاف العصب المتهيج.

ولكن عادة يكون في الجزء الأسفل من الوجه. وبالرغم من وجود عصبان ثلاثي التوائم على كل جانب من الوجه ، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على جانب واحد فقط.

ويصف مصابي هذا الألم بأنه يشبه الطعن في الوجه أو الصعقة الكهربائية التي تصيبه لثواني التي قد تمتد لدقائق في الحالات شديدة الالتهاب مسبباً تشنجات لا إرادية مؤلمة.

أسباب ألم العصب الخامس

أسباب ألم العصب الخامس

يعاني مرضى ألم العصب الخامس من نوبات ألم مفاجئة في الوجه، وغالبًا ما ترتبط هذه النوبات بمحفزات بسيطة مثل لمس الجلد، أو التعرض لهواء بارد، أو حتى تنظيف الأسنان. في كثير من الحالات، يختلط الأمر على المريض وتُشخّص الأعراض خطأً كمشكلة في الأسنان، لكنها ناتجة عن اضطراب في العصب ثلاثي التوائم.

يرجع السبب الأساسي لظهور الألم إلى ضغط أحد الأوعية الدموية الدماغية على جذر العصب عند خروجه من جذع الدماغ، مما يؤدي إلى تآكل غمد المايلين الذي يحمي الألياف العصبية، وبالتالي يصبح العصب مكشوفًا وأكثر حساسية للمؤثرات.

الأسباب الشائعة لـ ألم العصب الخامس:

  • ضغط شرياني مزمن على العصب يسبب تلف في الطبقة العازلة (غمد المايلين)
  • وجود ورم دماغي يضغط على نقطة خروج العصب من جذع الدماغ
  • الإصابة بمرض التصلب المتعدد (MS) الذي يؤثر على النوى العصبية
  • الألم العصبي التالي للهربس (Shingles) كعامل مساعد في تهيج العصب
  • السكتة الدماغية أو الصدمات الجراحية أو الحوادث التي تؤثر على العصب ثلاثي التوائم

معرفة سبب الألم بدقة أمر ضروري لاختيار العلاج المناسب وتقليل احتمالية تكرار النوبات.

اقرأ أيضًا: أعراض التهاب الأعصاب في الرأس

محفزات العصب ثلاثي التوائم

قد يتفاعل العصب ثلاثي التوائم مع أبسط المحفزات اليومية مسبّبًا نوبات من ألم العصب الخامس الحاد والمفاجئ في نصف الوجه. من أبرز هذه المحفزات: لمس الوجه، غسل الأسنان، أو التعرّض لرياح باردة. كذلك قد يظهر الألم أثناء الحديث، تناول الطعام أو حتى عند الحلاقة. تختلف شدة النوبات حسب درجة تلف العصب واستجابته للمؤثرات.

بعض الأفعال التي تحفز حدوث ألم العصب الخامس ، مثل:

  • لمس الوجه أو غسله بالماء البارد.
  • الحلاقة.
  • غسيل الأسنان.
  • وضع المكياج.
  • الطعام والشراب الساخن أو البارد.
  • الكلام أو الابتسام.
  • التعرض للهواء البارد.

أعراض ألم العصب الخامس

أعراض ألم العصب الخامس تكون نوبات ألم حاد، تشبه الصدمة الكهربائية، وتتركّز غالبًا في أحد جانبي الوجه. يظهر الألم فجأة ويستمر لثوانٍ أو دقائق، وقد يتكرر لعدة مرات في اليوم. بعض المرضى يصفون الألم بأنه حارق أو طاعن، ويصاحبه أحيانًا تشنجات عضلية في الوجه. في الحالات الشديدة، تؤدي الأعراض إلى تجنب الأكل أو الكلام خوفًا من تحفيز النوبة.

كيف أعرف أعراض العصب الخامس

  • حدوث نوبات من الألم الشديد،أو الشعور بالصدمة الكهربائية.
  • الشعور بنوبات مفاجئة من الألم عند لمس الوجه بالماء، أو مضغ الطعام، أو الكلام، أو حتى تنظيف الأسنان.
  • عادة ما تستمر تلك النوبات من عدة ثوان إلى بضع دقائق.، وقد يستمر الألم لعدة أيام، أوأسابيع، أو تصل لعدة شهور، وقد يمر المصاب  بفترة من الوقت لا يشعر فيها بهذا الألم.
  • الشعور بالحرقان والآلام المستمرة التي تتطور إلى حدوث تشنج العصب الثلاثي التوائم.
  • الشعور بألم شديد في المناطق التي يغذيها العصب، بما في ذلك الخد، والفك، والأسنان، واللثة، والشفتين، وأحياناً في العين والجبهة.

اقرأ أيضًا: التهاب الضفيرة العصبية

مضاعفات العصب الخامس

يؤثر ألم العصب الخامس بشكل كبير على جودة حياة المريض، خاصة في الحالات المزمنة أو غير المستجيبة للعلاج. فقد تؤدي نوبات الألم المتكررة إلى القلق المستمر، واضطرابات النوم، وحتى الاكتئاب. بعض المرضى يتجنبون الأكل أو الكلام خوفًا من تحفيز الألم، مما يسبب فقدان الوزن والعزلة الاجتماعية. في الحالات الشديدة، قد تحدث مقاومة للعلاج أو الحاجة إلى تدخل جراحي.

قد تتضمن تلك المضاعفات ظهور أحد هذه الحالات:

  • الرؤية المزدوجة.
  • فقدان منعكس القرنية.
  • ضعف الفك وحدوث مشاكل في المضغ.
  • الشعور بخدر جزئي في منطقة ألم العصب الخامس.

عوامل زيادة خطورة ألم العصب

  • تعرض النساء للشعور بالألم بدرجة أكبر من الرجال.
  • الأشخاص كبار السن (أكبر من 50 عاماً).
  • معاناة المريض من ارتفاع ضغط الدم.
  • قد يؤثر الاضطراب في العائلات على نسبة الإصابة، بسبب اختلاف تكوين الأوعية الدموية في الدماغ.

تشخيص ألم العصب الخامس

تكمن صعوبة التشخيص في عدم وجود اختبارات محددة تقيم  صحة هذه الأعصاب.

بالإضافة إلى تشابه الألم في الوجه مع الألم الناتج من بعض الحالات المرضية الأخرى مثل، الصداع العنقودي، واضطرابات الفك الصدغي، والتهابات الجيوب الأنفية، ويقوم التشخيص على:

الفحص البدني للمريض

ويتم ذلك عن طريق تحديد:

  • طبيعة الألم، حيث يشعر مريض ألم العصب الخامس بألم مفاجئ وقصير وشبيه بالصعق أو الصدمة الكهربائية.
  • موقع الألم، من خلال تحديد الطبيب الجزء المتأثر من التهاب العصب.
  • مثيرات الألم، مثل الهواء البارد، أو الكلام، أو مضغ الطعام والتي تحفز الشعور بألم العصب.

الفحص العصبي

عن طريق فحص أجزاء من الوجه والتي تمكن الطبيب من تحديد مكان الألم، وعمل اختبارات الانعكاس.

وهي عبارة عن اختبار ردود الأفعال التي تساعد في تشخيص ألم العصب الثلاثي التوائم ومعرفة إذا كان هناك ضغط على العصب.

الأشعة التشخيصية

وقد تساعد بعض الاختبارات التشخيصية بالإضافة إلى الفحص البدني للمريض في تحديد سبب ألم العصب الخامس مثل:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لتحديد إذا كان السبب في الألم هو وجود ورم ضاغط على العصب أو الإصابة بالتصلب المتعدد.
  • الأشعة المقطعية CT scan.
  • الأشعة السينية X- rays.

وقد تساعد هذه الاختبارات على تحديد السبب في حدوث ضغط على العصب الخامس مسبباً حدوث الألم.

وفي بعض الحالات يقوم الطبيب بحقن الوعاء الدموي بالصبغة لعرض الشرايين والأوردة وتشخيص التدفق الدموي.

اقرأ أيضًا: التهاب الأعصاب الطرفية في القدم

علاج ألم العصب الخامس

علاج ألم العصب الخامس

يشمل علاج العصب ثلاثي التوائم عدة خطط للعلاج وتشمل:

الأدوية لعلاج العصب الخامس

لا تساهم مسكنات الألم بشكل كبير في تخفيف الألم الناتج عن اعتلال العصب الخامس ولكن قد يستخدم الطبيب المعالج أنواع أخرى من الأدوية.

مثل مضادات الاختلاج التي تعمل على منع تهيج الأعصاب عن طريق تقليل أو منع إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ.

وتعد مادة كاربامازيبين (Tegretol ، Carbatrol ، Epitol) هو الدواء الوحيد المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج ألم العصب الخامس.

الأنواع الأخرى التي يستخدمها الأطباء مثل:

  • حمض الفالبرويك (ديباكين ، ديباكوت)
  • جابابنتين (نيورونتين)
  • توبيراميت (توباماكس)
  • الفينيتوين (ديلانتين)
  • لاموتريجين (لاميكتال)

مع ملاحظة تسبب هذه الأدوية في الشعور بالغثيان، والدوخة، والنعاس، ووجود بعض الأفكار الانتحارية.

  • الأدوية المرخية للعضلات ومضادات التشنجات مثل الباكلوفين والتي قد تستخدم بمفردها أو بجانب مضادات الاختلاج، ولكنها قد تسبب الغثيان، والنعاس، والشعور بالتوتر والارتباك.
  • تناول الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات tricyclic antidepressant للتحكم في أعراض الاكتئاب وتقليلها.
  • قد يكون استخدام حقن البوتوكس مفيداً في علاج ألم العصب الخامس ولكن الأمر مازال قيد البحث.

اقرأ أيضاً: تجربتي مع التهاب الأعصاب الطرفية

الجراحة لإزالة ألم العصب

توجد عدة طرق جراحية تفيد في علاج ألم العصب الخامس في حالة عدم نجاح العلاج الدوائي ويشمل:

طريقة ضغط البالون

عن طريق إدخال بالون فارغ في الفراغ بين العصب الخامس وقاعدة الجمجمة من خلال قسطرة.

يتم القيام بنفخ البالون الذي يقوم بضغط العصب على العظام الصلبة، مسبباً منع عزل العصب وعدم الإحساس بالألم.

حقنة الجلسرين

 يتم حقن مادة الجلسرين داخل السائل الشوكي الذي يحيط العصب ثلاثي التوائم في قاعدة الجمجمة في المنطقة التي يتفرع فيها العصب إلى ثلاثة أجزاء رئيسية من أجل إتلاف العصب بشكل انتقائي وإتلاف العزل المحيط بالعصب وتخفيف الألم.

الاستئصال بالترددات الحرارية Radiofrequency thermal lesion

عن طريق استخدام الحرارة التي تمر إلى العصب عن طريق إبرة مجوفة تمر من خلال الخد إلى العصب تمر من خلالها تيار كهربائي عن طريق أقطاب كهربائية تقوم بتدمير الألياف العصبية وتدمير الجزء من العصب المسبب لألم العصب الخامس.

استئصال العصب Neurectomy

عن طريق الاستئصال الجزئي للعصب لتقليل الألم. ولكن قد يتسبب هذا الإجراء في الشعور بخدر طويل الأمد في منطقة من الوجه.

تقليل الضغط على العصب Microvascular decompression

عن طريق تخفيف ضغط الأوعية الدموية الواقع على العصب وهو من أكثر أنواع الجراحات المستخدمة لعلاج ألم العصب الخامس ولكن نادراً ما تسبب تخدير الوجه، والسكتة الدماغية ، وانخفاض درجة السمع.

الجراحة الإشعاعية التجسيمية Gamma knife radiosurgery

 عن طريق استخدام سكين جاما وتركيزها على العصب ثلاثي التوائم لتوصيل جرعة من الإشعاع المؤين إلى جذر العصب، مما يؤدي إلى منع انتقال الألم من العصب إلى الدماغ.

يجب ملاحظة جميع أنواع الجراحات المذكورة أعلاه تتسبب في تنميل الوجه لحد معين. كما يلتئم تلف العصب بعد فترة ناتجاً عنه عودة الإحساس بالألم.

اقرأ أيضاً: علاج التهاب الأعصاب نهائيا

العلاج الطبيعي لألم العصب الخامس

توجد عدة طرق طبيعية يستخدمها بعض المرضى لتقليل الشعور بالألم مثل:

  • الوخز بالإبر Acupuncture، وهي إحدى الطرق الصينية للعلاج باستخدام الإبر الرفيعة التي تقوم بموازنة تدفق الطاقة في الجسم
  • استخدام الزيوت النباتية النفاذة مثل النعناع والخزامى Aromatherapy.
  • التأمل واليوجا.
  • الارتجاع البيولوجي Biofeedback، ويعني التحكم في الجسم لتقليل الألم.

الوقاية من ألم العصب

توجد بعض الوسائل المتبعة لتقليل خطر الإصابة بألم العصب الخامس وتشمل:

  • استخدام الماء الفاتر في غسل الوجه والتأكد من عدم كونه شديد السخونة أو البرودة.
  • تناول الأطعمة سهلة المضغ.
  • مراعاة درجة حرارة الطعام بحيث يكون مناسباً غير ساخن أو بارد جداً.
  • غسل الفم بمياه فاترة.
  • الابتعاد عن أنواع الطعام المسببة لنوبات الألم مثل الحمضيات، والكافيين.

هل يعد ألم العصب الخامس مرض وراثي؟

لا توجد أدلة كافية عن ارتباط التهاب العصب الخامس بالوراثة. ولكن تشير آخر الدراسات أن 1-2٪ من المصابين بألم العصب الثلاثي التوائم لديهم أحد الأقارب المصابين بنفس الحالة.

ومع ذلك لا يوجد دليل عن مدى تأثير الجينات على الإصابة بالمرض. ولكن معظم المرضى لا يملكون أقارب من المصابين.

يعد ألم العصب الخامس من أشد الآلام التي تصيب الوجه لذلك يجب تجنب المحفزات التي تزيد من الألم واستشارة الطبيب المختص لاختيار طريقة العلاج المناسب للحالة.

مراجع داخلية: اعراض التهاب الاعصاب وعلاجه

الأسئلة الشائعة حول ألم العصب الخامس

كيف أعرف أني مصاب بالعصب الخامس؟

تظهر الإصابة بالعصب الخامس على شكل نوبات ألم حاد ومفاجئ في نصف الوجه. يكون الألم على شكل صدمة كهربائية، ويُثار بأبسط المحفزات مثل لمس الوجه أو المضغ. التشخيص النهائي يتم عن طريق الفحص السريري وأحيانًا أشعة رنين مغناطيسي.

كيف أتخلص من ألم العصب الخامس؟

يُعالج ألم العصب بأدوية مضادة للتشنجات مثل كاربامازيبين، وهي فعالة في تقليل النوبات. في الحالات الشديدة، قد يُلجأ للتدخل الجراحي أو الحقن الموضعية. الراحة، تجنب المحفزات، ومتابعة الطبيب عوامل مهمة في تخفيف الألم.

هل يشفى العصب الخامس بدون علاج؟

نادراً ما يختفي ألم العصب الخامس تمامًا بدون تدخل طبي. في بعض الحالات قد تهدأ الأعراض لفترة، لكنها غالبًا ما تعود لاحقًا. لذلك يُنصح دائمًا باستشارة طبيب الأعصاب لتفادي المضاعفات.

ما هو الفيتامين الذي يعالج العصب الخامس؟

بعض الدراسات تشير إلى دور فيتامين B12 في دعم الأعصاب وتقليل ألم العصب الخامس. لكن الفيتامين وحده لا يكفي كعلاج أساسي، ويُستخدم كمكمل بجانب الأدوية الموصوفة. يُفضل إجراء تحليل للفيتامينات تحت إشراف الطبيب قبل تناوله.

ما هو علاج ألم العصب الخامس؟

  • الأدوية.
  • الجراحة.
  • طريقة ضغط البالون.
  • حقنة الجلسرين.
  • الاستئصال بالترددات الحرارية Radiofrequency thermal lesion.
  • استئصال العصب Neurectomy.
  • تقليل الضغط على العصب Microvascular decompression.
  • الجراحة الإشعاعية التجسيمية Gamma knife radiosurgery.
  • العلاج الطبيعي.
دكتور احمد الغيطي

دكتور أحمد الغيطي

استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والقسطرة المخية التداخلية.
استشاري جراحة المخ والأعصاب الوظيفية وجراحة الصرع وجراحة الشلل الرعاش بالاستيريوتاكسي.
دكتوراة جراحة المخ والأعصاب – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة (MD)
زميل البورد الأوروبي للجراحات العصبية (FEBNS)
الزمالة المصرية لجراحة المخ والأعصاب (FEgBNS)

تابعونا على صفحة الفيسبوك من هنا

للاستفسارات والحجز

عيادة المعادي: 26 شارع النصر أعلى فودافون ت/ 01021324575
وعيادة حلوان: 44 شارع المراغي بجوار محطة مترو حلوان ت: 01101001844
عيادة المعصرة: ش ترعة الخشاب فوق كافيتيريا اللؤلؤة ت/ 01015552707

Scroll to Top